النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[صيغته وصناعتها]

صفحة 983 - الجزء 2

  قوله (مضمومة إن كان بعده ضمة)⁣(⁣١)، يريد إن كان ثالث حروف المضارعة ضمة أصلية ضمت الهمزة في الأمر نحو: (اقتل) (ادعي يا امرأة) للاتباع لأنهم لو فتحوها ألبس بالمضارع ولو كسر كان مستثقلا.

  قوله: (ومكسورة فيما سواه)، يعني فيما سوى المضمومة، وذلك حيث يكون ثالث المضارعة مفتوحا أو مكسورا أو ضمة عارضة، نحو:

  (اضرب) (اعلم) (انطلق) (استخرج) (استو) بكسر الهمزة، لأنك لو فتحتها التبست في (أضرب) بمضارع (أضربت) وفي (أعلم) بمضارع ما لم يسم فاعله، وقد اختلف في همزة الوصل فقال الجمهور:⁣(⁣٢) اجتلبت ساكنة تقليلا للزيادة وحركت بالكسرة على أصل التقاء الساكنين، وضعف بأنه يؤدي إلى التوصل إلى ساكن بساكن، ولكن اجتلبت متحركة وخصت بالكسر لتوسطه في الخفة بين الفتح والضم، وروي عن سيبويه⁣(⁣٣)، ولأن الفتحة قد تكون لغير همزة الوصل، ففرقوا بين ما كانت للتوصل وغيره، وإنما ضمت حيث تضم للاتباع كراهية الخروج من كسر إلى ضم ك (حيك).

  قوله: (وإن كان رباعيا فمفتوحة مقطوعة)، يعني وإن كان الفعل


(١) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٦٩: اعلم أن أصل حركة همزة الوصل الكسرة في الأسماء كانت أو في الأفعال أو في الحروف ولا يعدل إلى حركة أخرى إلا لعلة ...).

وإنما ضمت فيما انضم ثالثة في الأمر ك (اقتل) أو في غيره ك (انطلق) واقتدر اتباعا واستثقالا للخروج من الكسرة إلى الضمة).

(٢) ينظر هامش شرح الرضي ٢/ ٢٦٩.

(٣) ينظر الكتاب ٤/ ١٤٦.