شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 440 - الجزء 2

  ثابت في المصحف المكي.

  قالوا: وقولنا ولو احتمالاً نعني به ما وافقه ولو تقديراً كملك يوم الدين فإنه كتب في الجميع بلا ألف فقراءة الحذف توافقه تحقيقاً وقراءة الألف توافقه تقديراً لحذفها في الخط اختصاراً.

  قالوا: فما جمع هذه القيود فهي القراءة الصحيحة ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين.

  ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أو عن من هو أكبر منهم.

  قالوا: وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه.

  قال الجزري: (والشاذة ما وراء ذلك) أي ما اختل فيه أحد القيود المذكورة كما ذكرناه الآن عنه.

  قال في الإتقان: قَالَ الزَّرْكَشِيُّ⁣(⁣١) فِي الْبُرْهَانِ: الْقُرْآنُ وَالْقِرَاآتُ حَقِيقَتَانِ مُتَغَايِرَتَانِ فَالْقُرْآنُ هُوَ الْوَحْيُ المنزل على محمد ÷ لِلْبَيَانِ وَالْإِعْجَازِ وَالْقِرَاآتُ اخْتِلَافُ أَلْفَاظِ الْوَحْيِ الْمَذْكُورِ فِي الْحُرُوفِ أَوْ كَيْفِيَّتِهَا مِنْ تَخْفِيفٍ وَتَشْدِيدٍ وَغَيْرِهِمَا وَالْقِرَاآتُ السَّبْعُ مُتَوَاتِرَةٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ. وَقِيلَ: بَلْ مَشْهُورَةٌ.

  قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا مُتَوَاتِرَةٌ عَنِ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ أَمَّا تَوَاتُرُهَا عَنِ النَّبِيِّ ÷ فَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ إِسْنَادَهُمْ لهَذِهِ الْقِرَاآتِ إلى السبعة مَوْجُودٌ فِي كُتُبِ الْقِرَاآتِ وَهِيَ نَقْلُ الْوَاحِدِ منِ واحدٍ.

  قال الأسيوطي: وفِي ذَلِكَ نَظَرٌ.

  قلت أنا: بل كلام الزركشي هو الأقرب.


(١) محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي، أبو عبد الله، بدر الدين: عالم بفقه الشافعية والاصول. تركي الأصل، مصري المولد والوفاة. (٧٤٥ - ٧٩٤ هـ). (الأعلام للزركلي باختصار).