(فصل): في بيان الأول من الأدلة الثلاثة المتقدم ذكرها
  واختلف في تعيينها أيضاً فقيل: حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، ومثل وإنشاء وخبر.
  وقيل: ناسخ ومنسوخ، وعام وخاص، ومجمل ومبين، ومفسر.
  وقيل: بل أمر ونهي، وطلب ودعاء، وخبر واستخبار، وزجر.
  وقيل: وعد ووعيد، ومطلق ومقيد، وتفسير وإعراب [وتأويل(١)].
  (وقيل: ليس المراد) بالسبعة الأحرف (العدد) حقيقة (بل) المراد بها (السعة والتيسير) على القارئ فكأنه قيل أنزل موسعاً ميسراً على القارئ قراءته لأنه قد لا يقصد بلفظ العدد حقيقته كما في قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[التوبة: ٨٠]، وقول الشاعر(٢):
  لأصبحن العاص وابن العاصي ... سبعين صفاً عاقدي النواصي
  فكما جاز أن يقصد هنا الكثرة من غير تحقيق عدد جاز أن يقصد في قوله ÷: «أنزل على سبعة أحرف» السعة والتيسير من غير تحقيق عدد.
  (والظاهر) من هذه الأقوال هو القول (الأول) وهو أن المراد بالسبعة الأحرف سبع لغات؛ (لأن اللغة العربية تسمى حرفاً في لغة العرب).
فائدة في ذكر ترتيب آي القرآن وترتيب السور وقدر الآيات والوقف
  وقد تقدم في أثناء الرد على الملحدة شيء من ذلك ولكن أحببت أن أذكره في هذا الموضع.
  قال في الفصول: ومعرفة قدر الآية ومحلها توقيف.
  قال الأسيوطي في الإتقان: الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك.
(١) ما بين المعقوفين ناقص من الأصل، وما ذكرناه من الدراري المضيئة.
(٢) الشاعر هو الإمام علي بن أبي طالب #. الكشاف وغيره.