(فصل): في بيان الأول من الأدلة الثلاثة المتقدم ذكرها
  أما الإجماع فنقله غير واحد.
  وأما النصوص فمنها حديث زيد: كنا عند النبي ÷ نؤلف القرآن من الرقاع ... الخبر.
  قلت وقد تقدم تمامه.
  ومنها: ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي(١) والنسائي وابن حبان(٢) والحاكم عن ابن عباس: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال الخبر.
  ومنها: ما أخرجه أحمد عن عثمان(٣) بن أبي العاص قال: كنت جالساً عند النبي ÷ إذ شخص ببصره ثم صوَّبَ ثم قال: «أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه بهذا الموضع من هذه السورة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}[النحل: ٩٠]» وغير ذلك.
  قال: وأما ترتيب السور فجمهور العلماء على أنه اجتهاد.
  قال: قال ابن فارس(٤): جُمِعَ القرآن على ضربين: أحدهما تأليف السور
(١) محمد بن عيسى بن سورة بن موسى الضحاك السلمي أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع والتفسير، توفي سنة تسع وسبعين ومأتين. (الجداول الصغرى باختصار).
(٢) محمد بن حبَّان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي القاضي. المتوفى سنة ٣٥٤ هـ، بسجستان، محدِّث فقيه، واعظ، مصنف، صاحب كتاب: (الثقات)، و (المجروحين)، و (المسند الصحيح في الحديث)، و (تفسير القرآن)، وغيرها وهو من مشاهير المحدِّثين في عصره، ولد في بست ٢٧٠ هـ، ورحل إلى خراسان، والشام، ومصر، والحجاز، ولي القضاء بسمرقند، وسكن نيسابور، وحدَّث بها. (معجم رجال الاعتبار باختصار).
(٣) عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي، أبو عبد الله، قدم على رسول الله ÷ سنة تسع، واستعمله النبي ÷ على الطائف، ولم يزل عليها حتى استعمله عمر على عمان والبحرين، ثم نزل البصرة، وبها توفي سنة إحدى وخمسين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٤) أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين: [مولده] ٣٢٩ هـ من أئمة اللغة والادب. قرأ عليه البديع الهمذاني والصاحب بن عباد وغيرهما من أعيان البيان. أصله من قزوين، وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إلى الري فتوفي فيها ٣٩٥ هـ وإليها نسبته من تصانيفه (مقاييس اللغة - ط) ستة أجزاء. (الأعلام للزركلي باختصار).