شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 449 - الجزء 2

  {وَالْعَصْرِ ١} وكذا فواتح السور عند من عدها.

  قال بعضهم: الصحيح أن الآية إنما تُعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السورة.

  قال: فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنىً عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن، وعما قبلها وما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك.

  قال: وبهذا القيد خرجت السورة.

  قال: وقال الزمخشري: الآيات علم توقيفي لا مجال للقياس فيه ولذلك عدوا «ألم» آية حيث وقعت، و «المص»، ولم يعدوا «المر» و «الر»، وعدوا «حم» آية في سورها، و «طه» و «يس»، ولم يعدوا «طس».

  قال الأسيوطي: ومما يدل على أنه توقيفي ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود عن زرّ⁣(⁣١) عن ابن مسعود قال: أقرأت رسول الله ÷ سورة من الثلاثين من أل حاميم يعني الأحقاف.

  قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين ... الحديث.

  قال: وقال ابن العربي: ذكر النبي ÷ أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية، وصح أنه قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران.

  قال: قال: وتعديد الآي من معضلات القرآن ومن آياته طويل وقصير ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه.


(١) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي. المتوفى سنة ٨٣ هـ. تابعي، أدرك الإسلام، ولم ير النبي ÷ كان عالماً بالقرآن، فاضلاً، وكان ابن مسعود يسأله عن العربية، وفي معجم رجال الحديث: إنه من أصحاب أمير المؤمنين #، سكن الكوفة، وعاش مائة وعشرين سنة، ومات في وقعة دير الجماجم، وهو أحد الشيعة المعروفين، اختلف في تاريخ وفاته قيل: سنة ٨١ هـ، وقيل: سنة ٨٢ هـ. (معجم رجال الاعتبار باختصار).