شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بحث في ذكر الفرق والملل]

صفحة 106 - الجزء 1

  المقرونة بالأجسام وهما يزيدان بزيادة الجسم وكذلك الصوت فإذا كمل الجسم كملن، وإذا دخل عليه النقص نقصن، وكمال الجسم حال البلوغ وتناهي الصحة في سائر الأوقات فاعلم ذلك علمك الله رشداً. انتهى بلفظه.

  ومثل هذا ذكر المرتضى لدين الله محمد⁣(⁣١) بن يحيى الهادي #.

  وقال الإمام محمد⁣(⁣٢) بن القاسم بن إبراهيم # في شرح دعائم الإيمان: فالعقل على معنيين: عقل مخلوق وهو عقل الحجة الذي احتج الله به على خلقه يكون مع العبد عندما يعرف النفع من الضر والخير من الشر وغير ذلك وهو العقل الذي احتج الله به على عباده عند تركيبه في وقت بلوغه وإيجاب التكليف به وقد جعل الله هذا العقل متصرفاً في الوجوه، ومكن به صاحبه درك ما كلف والحذر مما خوف.

[بحث في ذكر الفرق والملل]

  فائدة:

  ينبغي أن نذكر ما يتكرر ذكره في هذا الكتاب المبارك من الفرق المتشعبة في الأقوال، قال الإمام أحمد بن سليمان #: افترقت الأمة في بدء الأمر عند وفاة رسول الله ÷ فرقتين فرقة بايعت أباب بكر طايعين ورأوا إمامته وإمامة


(١) الإمام المرتضى لدين الله أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $. دعا إلى الله بعد وفاة أبيه، من مؤلفاته: كتاب الأصول في التوحيد والعدل، وكتاب النوازل [وغيرها]. وتخلى عن الإمامة واعتزل للعبادة وبايع أخاه الناصر. توفي أيام أخيه الإمام الناصر سنة عشر وثلاثمائة، وله من العمر اثنتان وثلاثون سنة. وقبره بمشهد أبيه $. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) هو الإمام قاموس آل محمد العابد محمد بن الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم # كان في الورع آية، قال والده: طفت الشرق والغرب وصحبت الصوفية أربعين سنة فلم أجد أبين ورعاً من ابني محمد، وكان قد وقعت له بيعات، وهم بالخروج مراراً، ووصلت بيعته اليمن والري وغيرها، فخرج إلى مصر في جماعة من أهل بيته، فلما كان في الطريق وصلته كتب أن الجنود قد ضبطت البلاد وأن من بايعه قد نكث، فرجع وسكت حتى أقعد. (من الجامع الوجيز). وذكر في سيرة الهادي # أن محمد بن القاسم ¥ كان في وداع ابن أخيه الإمام الهادي يحيى بن الحسين #، وكان خروج الهادي # سنة أربع وثمانين ومائتين.