[بحث في ذكر الفرق والملل]
  عمر وعثمان، وفرقة توقفوا مع علي أمير المؤمنين # فلما قام علي # وبايعه الناس افترقت الأمة على أربع فرق ففرقة نصحوا لله وله وأطاعوه وهم الشيعة، وإنما سموا الشيعة لأنهم والوه ونصروه، والشيعة هم الأولياء قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ٨٣}[الصافات]، وفرقة وهم المرجئة وهم الذين قدموا أبا بكر وعمر على علي # وأرجوا علياً وعثمان ومعاوية وهم الذين قال فيهم السيد الحميري(١):
  رفيقي لا ترجيا واعلما ... بأن الهدى غير ما ترجيان
  إلى قوله:
  أيرجى علي إمام الهدى ... وعثمان ما اعتدل المرجيان
  ويرجى ابن هند وأحزابه ... يهود الخوارج بالنهروان
  قال #: وافترقت الخوارج فرقتين فرقة يقال لهم أصحاب الحديث، وفرقة يقال لهم أصحاب الرأي وأصحاب الحديث هم أصحاب الظاهر وهم الذين يقولون نتبع ما روي لنا ولا نقيس ولا نجتهد ويقولون إن القرآن مخلوق ويسمون أيضاً الحشوية لحشوهم الأخبار المتناقضة، وأما أصحاب الرأي فهم الذين يرون القياس والرأي ومنهم الجهمية نسبوا إلى جهم(٢) بن صفوان ويقال
(١) السيد لقبه واسمه إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ ويكنى أبا هاشم، ولد سنة ١٠٥ وتوفي ١٧٣ هـ، شاعر مشهور له ديوان شعر وأكثر شعره في مدح علي # خاصة وأهل البيت $، وذم من عاداهم، قيل: كان كيسانياً ثم رجع إمامياً، اشتهر بالتشيع والشعر. (مصادر متفرقة). وهو من حمير وهو القائل:
إن تسأليني بقومي تسألي رجلاً ... في ذروة العز من أحياء ذي يمن
إني امرؤ حميري حين تنسبني ... جدي رعين وأخوالي ذوو يزن
ذكره في ربيع الابرار.
(٢) جهم بن صفوان السمرقندي، وقيل: الترمذي، إليه تنسب الجهمية، قتل على يد سلم بن أحوز المازني بمرو في سنة ١٢٨ هجري. (الوفيات والأحداث باختصار).