شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 108 - الجزء 1

  لهم مرجئة أهل خراسان، قال: وروي أن جهماً كان يكفر أهل التشبيه ويظهر القول بخلق القرآن ويقول بالجبر، ومنهم الغيلانية نسبوا إلى غيلان بن مروان وكان يقول تصلح الإمامة في غير قريش وهم مرجئة أهل الشام، ومنهم الماصرية نسبوا إلى قيس بن عمرو الماصري وهم مرجئة أهل العراق، ومنهم الشمرية نسبوا إلى أبي شمر وكان يقول الإمامة في كل الناس.

  وقال الإمام المهدي # حاكياً عن أبي القاسم⁣(⁣١) البلخي: فرق الأمة ست، الشيعة والخوارج والمعتزلة والمرجئة والعامة والحشوية.

  قال #: أدخل المجبرة في المرجئة إذ هم جميعاً مرجئة، وغيره عدها سابعة وقال #: فالشيعة ثلاث فرق: زيدية وإمامية وباطنية، يجمع مذاهبهم تفضيل علي # وأولويته بالإمامة فالزيدية منسوبة إلى زيد⁣(⁣٢) بن علي #، وكان


(١) أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي، العالم المشهور، كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم: الكعبية، توفي مستهل شعبان سنة سبع عشرة وثلاثمائة، والكعبي: نسبة إلى بني كعب، والبلخي: نسبة إلى بلخ إحدى مدن خراسان. (وفيات الاعيان باختصار).

(٢) هو الإمام فاتح باب الجهاد والاجتهاد، الغاضب لله في الأرض، ومقيم أحكام السنة والفرض، أبو الحسين زيد بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط، وهو أخو باقر علم الأنبياء، وهو مجدد المائة الأولى. مولده #: سنة ٧٥ للهجرة على أصح الأقوال. كان يشبه بأمير المؤمنين في الفصاحة والبلاغة والبراعة. وفيه آثار عن جده، قال الهادي #: ومما روى الحسين بن علي بن أبي طالب #، قال: أخبرني أبي، قال: حدثني رسول الله ÷: «أنه سيخرج مني رجل يقال له زيد، فينتهب ملك السلطان، فيقتل، ثم يصعد بروحه إلى السماء الدنيا، فيقول له النبيون: جزى الله نبيك عنا أفضل الجزاء، كما شهد لنا بالبلاغ، وأقول أنا: أقررت عيني يا بني وأديت عني» إلى آخر الخبر، انتهى. وخطب أمير المؤمنين على منبر الكوفة، فذكر أشياء وفتناً، حتى قال: (ثم يملك هشام تسع عشرة سنة، وتواريه أرض رصافة، رصفت عليه النار، مالي ولهشام جبار عنيد، قاتل ولدي الطيب المطيب، لا تأخذه رأفة ولا رحمة، يصلب ولدي بكناسة الكوفة، (زيد) في الذروة الكبرى من الدرجات العلى، فإن يقتل زيد، فعلى سنة أبيه) ... إلى آخر كلامه ~. ولما ظهرت الضلالات، وانتشرت الظلمات، وتفرقت الأهواء، وتشتت الآراء في أيام الأموية - وإن كان قد نجم الخلاف في هذه الأمة من بعد وفاة الرسول ÷ إلا أنها =