شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في السنة]

صفحة 492 - الجزء 2

  الكذب) أي يحكم العقل باستحالة تواطئهم على الكذب لكونهم مختلفي الديار منقطعي الأسباب لا حامل لهم على الائتلاف (ثم كذلك) أي ثم قد نقله جماعة قبلهم عن جماعة كذلك حتى رفعوه (إلى النبي ÷) فلم ينقصوا عن العدد المعتبر في ذلك لا في الوسط ولا في الطرفين ويكون استنادهم إلى ضروري محسوس فما كان كذلك فهو معلوم الصحة، ومعنى «ثم» هنا الترتيب في الدرج لا في الواقع.

  قال (أئمتنا $: و) لا يشترط عدد معين بل (المعتبر في العدد ما حصل به العلم) اليقين وهو سكون النفس وطمأنينتها إذ قد يكثر العدد ولا يحصل العلم كقصة عائشة حين نبحتها كلاب الحوأب، وقصة يحيى بن⁣(⁣١) عبدالله # حين شهدوا عليه زوراً أنه عبد لهارون⁣(⁣٢) الملقب الرشيد.


(١) الإمام أبو الحسين يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط، أخو الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، $. دعا # بعد قتل الإمام الحسين بن علي، [الفخي] وكان في الوقعة التي قتل فيها، وأصيب ذلك اليوم بثمان وسبعين نشابة التي استقرت في درعه، وخرج # بعدها إلى اليمن وجال في البلدان فدخل اليمن، وأقام في صنعاء شهوراً، وأخذوا عنه علماً كثيراً، ودخل بلاد السودان ووصل بلاد الترك، فتلقاه ملكها بأعظم ما يكون من الإكرام، وأسلم على يديه سراً وبث يحيى # دعاته في الآفاق فجاءته كتبهم ببيعة مائة ألف من المسلمين فيهم الفقهاء والعلماء، فقال يحيى: لا بد من الخروج إلى دار الإسلام فخرج إلى جبال الديلم. فلما استقر في بلاد الديلم وافاه من المائة سبعون رجلاً وبلغ الخبر هارون، فضاقت عليه الأرض برحبها، وقطع الخمر، وأظهر العبادة. واغتاله، وغدر به في قصة طويلة، واختلف كيف وقع قتله. أبسُمٍّ أم بالجوع أم خنقوه، أم بنوا عليه، أم كيف كانت القضية، أم دفن حياً في الأرض، والله المنتصف له من ظالمه. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار). وقال في الإفادة عند ذكر الامام: كان # إذا فرغ من صلاة العشاء الآخرة سجد سجدة إلى قرب السَّحر، ثم يقوم فيصلي اهـ.

(٢) هارون، المسمى بالرشيد. خامس بني العباس.، ولد ونشأ ببغداد، ونصب سنة ١٧٠ هـ، وهو ذو جبروت وبطش، في عهده قتل الكثير من آل البيت منهم الإمام يحي بن عبد الله بن الحسن، الذي أعطاه عهد أمان، ثم غدر به، وقتله في سجنه، ومنع عنه الطعام حتى مات. حكم ٢٣ سنة =