(باب: والشريعة)
  وعبدالله بن الزبير(١) بعد أن طلبهم البيعة ليزيد فأبوا فقال لهم ما معناه: إن لم يكن منكم البيعة ليزيد، فلا يعارضني أحد منكم فيما قلته فمن عارضني علوته بالسيف.
  ثم إنه أمر أن يقوم على رأس كل رجل منهم رجلان بسيفيهما ثم تكلم بأنه قد طلب البيعة منهم ليزيد بعده وقد بايعوه، فسكتوا ولم يتكلم منهم أحد.
  فلما انصرفوا قيل لهم في ذلك فقال بعضهم:
  حكوا باطلاً وانتضوا صارماً ... وقالوا صدقنا فقلنا نعم
  (و) قد يحصل العلم أيضاً (بخبرهم) أي بخبر عدد التواتر (أو) بخبر (بعضهم كذلك) أي إذا أخبر (عن) نفسه وعنهم بحضرتهم عن (أمور شتى) أي مختلفة اللفظ ولكن (مؤداها) أي معناها أي هي مؤدية وموصلة (لمعنى واحد، وذلك كوقائع الوصي) علي بن أبي طالب (# الدالة على
= الجندل، وفتح مصر. توفي فجأة بقرب المدينة، سنة ثلاث وخمسين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(١) عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو خبيب الأسدي، أول مولود من المهاجرين بعد الهجرة، شهد مع خالته عائشة الجمل. بويع له سنة أربع وستين بعد معاوية بن يزيد، وتخلّف عن بيعته ابن عباس وابن الحنفية، ثم حصره الحجاج بمكة، وقتل في جمادى سنة ثلاث وسبعين، وهي عمره. قال الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن $ فيه: وهو الذي ترك الصلاة على رسول الله ÷ أربعين جمعة في خطبته؛ فلما التاث عليه الناس، قال: إن له أهيل سوء، إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم وأشرأبُّوا لذكره، فأكره أن أسرَّهم، أو أقرّ أعينهم، رواه أبو الفرج في المقاتل. وفي شرح النهج كان عبد الله بن الزبير يبغض علياً وينتقصه. قال علامة العترة النبيل، محمد بن عقيل - | ـ: وأما وصول أبي عبد الله الجدلي ومن معه ومنهم أبو الطفيل، لإنقاذ ابن الحنفية ومن معه، فذلك من أعظم مناقبهما، ومن أكبر منزلة عند الله تعالى وعند النبي ÷ فقد أثبت ثقات المؤرخين، أن ابن الزبير وضع ابن الحنفية ومن معه من بني هاشم في السجن، ووضع فيه حطباً وألقى عليه النار، فصادف ذلك وصول الجدلي وأبي الطفيل ومَنْ معهما، فأنقذ الله بهم العترة انقذهم الله من كل سوء. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).