شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 497 - الجزء 2

  شجاعته) فإنها وقائع كثيرة متفرقة في أحد وبدر وحنين وخيبر وجميع مواطن النبي ÷ ومن بعده في وقت خلافته # كوقعة الجمل ووقائع صفين والنهروان وغير ذلك وكل موطن من هذه المواطن وغيرها يروى له فيه # من فضيلة الشجاعة بقتل من يقتله من صناديد الكفار والفجار ما لم يكن لغيره وكذلك ما يروى عنه # من العلم والحلم والجود وسائر الخلال المحمودة فإنه قد روي من طرق كثيرة وإن اختلفت الوقائع والكائنات فمؤداها واحد حتى صارت هذه الأمور في حقه # معلومة لنا بالتواتر المعنوي لا شك فيها.

  (ويسمى) النوع (الأول) من هذه الأنواع الثلاثة في التواتر وهو ما نقله جماعة عن جماعة - (ضرورياً)؛ لأن العلم يحصل عنده بضرورة العقل، قالوا: يخلقه الله تعالى عند تمام شروطه (في الأصح) من القولين وهو قول أكثر المعتزلة كالشيخين والقاضي وغيرهما، وحكاه ابن الحاجب عن الجمهور.

  وعند البغدادية هو استدلالي؛ لأنه يقف على نظر واستدلال.

  (و) يسمى (الثاني) منها وهو ما أخبر به بعضهم عن نفسه وعنهم إلى آخره (استدلالياً)؛ لأن العلم منه يحصل بنظر واستدلال اتفاقاً.

  (و) يسمى (الثالث) وهو خبر الجماعة عن جماعة أو خبر بعضهم عن نفسه وعنهم في حضرتهم عن أمور مفترقة مؤداها واحد (معنوياً)؛ لأن الذي تواتر وعلم قطعاً هو معنى تلك الأخبار المفترقة.

  (وهو) أي المتواتر على أنواعه الثلاثة (مفيد للعلم) اليقين قطعاً كما مر (خلافاً للسمنية) وهم فرقة من عبدة الأوثان وكذا السوفسطائية وقد منع أهل العلم من مناظرتهم لتجاهلهم وإنكارهم الضرورات.

  (قلنا) في الرد عليهم: (العلم بحصول العلم به) أي بالتواتر (ضروري) أي يعلم كل عاقل بضرورة عقله أنه يحصل له العلم اليقين بمضمون الخبر المتواتر على أي أنواعه الثلاثة وإنكار هذا عناد ظاهر وإنكار للضرورة، (وكل