شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 511 - الجزء 2

  واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم - سمعت رسول الله ÷ يقول له وخلَّفه في بعض مغازيه فقال علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟

  قال رسول الله [÷]: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  وسمعته يقول: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فتطاول لها الناس فقال رسول الله: «ادعوا علياً» فأتي به وهو أرمد فبصق في عينه ودفع إليه الراية ففتح الله عليه.

  ولما نزلت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ...} الآية دعا رسول الله ÷ علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: «اللهم هؤلاء أهلي»، وفي رواية: أهل بيتي.

  ومنها رواية سعد بن مالك الخدري أبي سعيد قال: جمع رسول الله ÷ علياً وفاطمة والحسن والحسين $ ثم أدار عليهم الكساء فقال: «هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».

  وفي بعض الروايات: وأم سلمة⁣(⁣١) على الباب فقالت: يا رسول الله ألست منهم؟ فقال: «إنك لعلى خير وإلى خير».

  وفي بعضها: أنها نزلت في رسول الله وفي الحسن والحسين وفي فاطمة وعلي


(١) أم سلمة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، رأت جبريل # وهي وزوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى الحبشة، ويقال: إنها أول مهاجرة دخلت المدينة، تزوجها الرسول ÷ بعد وقعة بدر، في شوال، وتوفيت سنة اثنتين وستين، بعد مقتل الحسين # وعرفت قتله قبل وصول الخبر، بتحوّل التربة دماً، وهي التي أعطاها رسول الله ÷ وأخبرها بذلك، وكانت من العالمات الطيبات الطاهرات، شديدة الولاء لأمير المؤمنين # وأهل البيت؛ نهت عائشة عن الخروج، وذكّرتها بما سمعته من النبي ÷ في أمير المؤمنين #، وأخرجت ولدها عمر للجهاد معه، ودُفنت بالبقيع - رضوان الله عليها وسلامه - وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً. وهي موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).