(فصل: في ذكر العقل)
  أفضل أهل زمانه، قام على هشام(١) بن عبدالملك بن مروان، واستشهاده وما جرى له وتحريقه وإذراره في البحر ~ مذكور في كتب التواريخ.
  وأصول مذهب الزيدية التوحيد لله سبحانه والتعديل له في أفعاله فلا يجوِّزون على الله فعل شيء من الظلم والعبث وغيرهما من فنون القبائح كما تزعمه المجبرة على اختلاف طبقاتهم ويعتقدون تصديقه تعالى في وعده ووعيده وجميع أخباره ولا يجوّزون وقوع الكذب منه تعالى ولا الخلف ولا التلبيس، ولا يأخذون شيئاً من ذلك إلا عن النظر في الأدلة القاطعة دون تقليد الآباء والمشائخ ويدينون بأن الإمام بعد رسول الله ÷ علي # ثم الحسن ثم الحسين ثم من قام من ذريتهما جامعاً لخصال الإمامة ثم نشأ منهم فرقة في زمن الصليحي وما بعده وهم المطرفية ينتسبون إلى مطرف بن شهاب أحدثوا أقوالاً باطلة.
  قال الفقيه العلامة فخر الدين عبدالله بن زيد العنسي ¦ في رسالته المنقذة من العطب السالكة بالنصيحة إلى أهل شظب: إن أول من أحدث مذهب المطرفية
= ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة، وله من العمر ست وأربعون سنة. وله كرامات جمة، حال قتله وصلبه وتحريقه، منها: ظهور رائحة المسك منه بعد صلبه، حتى قال رجل لآخر: أهكذا توجد رائحة المصلوبين؟ فسمعا هاتفاً يقول: هكذا توجد رائحة أبناء النبيين، الذين يقضون بالحق وبه يعدلون. ومنها: أن الله تعالى سخر ما يمنع من كشفه عند صلبه، فنسجت عليه العنكبوت، فلما أزالوه استرخى من جسده من السرة إلى الركبة ما ستر جميع ذلك. ومنها: أنها لما كثرت الآيات حال بقائه أحرقوه، وذروه في البحر، فاجتمع في ذلك الموضع كهيئة الهلال. ومن مؤلفاته #: كتاب تفسير القرآن، وكتاب غرائب معاني القرآن، والمجموعان الحديثي والفقهي. [وغيرها]. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(١) هو هشام بن عبدالملك بن مروان بويع له بعهد أخيه إليه لست بقين من شعبان سنة ١٠٥ هـ وتوفي بالرصافة لست خلون من ربيع الآخر سنة ١٢٥ هـ، وكان جباراً طاغياً ظلوماً غشوماً روي أن عليا أمير المؤمنين ~ خطب على منبر الكوفة فذكر أشياء حتى قال: (يملك هشام تسعة عشرة سنة وتواريه أرض رصافة رصفت عليه بالنار، ما لي ولهشام؟ جبار عنيد، قاتل ولدي الطيب المطيب، لا تاخذه رأفة ولا رحمة فيصلب ولدي بكناسة الكوفة زيد في الدرجة الكبرى من الدرجات العلى، فإن يقتل زيد فعلى سنة أبيه)، وهو قاتل زيد بن علي (ع). (الشافي باختصار).