(فصل): [في السنة]
  فإنه يكذبه اللغة والشرع على ما حققناه، وكذلك قول من قال: بأن أهل البيت المراد بهم في الآية زوجات النبي ÷ مع زيادة التأكيد بتذكير الضمير في «عنكم» و «يطهركم» وذلك واضح.
  والظاهر أن حديث الكساء تكرر منه ÷ قال في ذخائر العقبى(١): والظاهر أن هذا الفعل تكرر منه ÷ في بيت أم سلمة يدل عليه اختلاف هيئَة اجتماعهم وما جللهم به ودعائه لهم وجواب أم سلمة.
  هذا، وقد عرفت أنه قد مر ذكر قسمين من أقسام الأخبار وهما المتواتر على أنواعه الثلاثة المذكورة والمتلقى بالقبول على نوعيه المذكورين ولا شك في صحة هذين القسمين ووجوب العمل بهما وتحريم مخالفتهما.
[الآحادي من الأخبار]
  وأما غير ذلك من الأخبار وهو المسمى الآحادي فقد أوضحه # بقوله: (وما نقل) أي من الأخبار (آحادياً) أي لم يبلغ ناقله حد التواتر سواء رواه واحد أو أكثر، (فله تفاصيل فيها خلافات) مذكورة (في كتب الأصول).
  قال في الفصول: التعبد بخبر الواحد جائز عند أئمتنا والجمهور ثم اختلفوا في وقوعه:
  فعند أحمد وابن سريج(٢) وأبي الحسين والقفال(٣): يجب عقلاً وسمعاً، قالوا:
(١) هو لمحب الدين الطبري وهو كما في الأعلام باختصار: أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري، أبو العباس، محب الدين: حافظ فقيه شافعي، متفنن، من أهل مكة مولدا ووفاة - ٦١٥ - ٦٩٤ هـ - وكان شيخ الحرم فيها. له تصانيف منها (السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين - ط) صغير و (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى - ط).
(٢) أحمد بن عمر بن سريج البغدادي، أبو العباس: فقيه الشافعية في عصره. مولده ٢٤٩ هـ ووفاته ٣٠٦ هـ في بغداد. وكان يلقب بالباز الأشهب. ولي القضاء بشيراز، وقام بنصرة المذهب الشافعي فنشره في أكثر الآفاق. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٣) محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي، القفال، أبو بكر: من أكابر علماء عصره بالفقه والحديث =