(فصل): [في السنة]
  والمنكر والمقبول والمردود وغير ذلك مما قد اشتمل عليه كتبهم وأطبقوا إلا القليل على أن الصحابة كلهم عدول وأنه لا يرد خبرهم.
  قالوا: وحقيقة الصحابي: من اجتمع بالنبي ÷ مؤمناً وإن لم تطل مجالسته فمعاوية وعمرو(١) بن العاص ومروان(٢) بن الحكم وغيرهم من المنافقين والفجار عندهم عدول.
  قال ابن الصلاح(٣) في تعريف الصحابة: الفرع الثالث للصحابة بأسرهم
(١) عمرو بن العاص بن وائل السهمي، أبو محمد؛ كان من رؤوس القاسطين الباغين بالنص المتواتر؛ وكان كثير الإقرار بحق إمام الأبرار، مع ما هو فيه من الإصرار؛ وهو من رواة حديث عمار؛ وتطابق حاله وحال معاوية، فقد كانا في الغاية من المكر والدهاء والاغترار بحلم الملك الجبار، والإملاء في هذه الدار، وحسبه من العار في الدنيا، واقعته التي تخلص بها من ذي الفقار، حتى ضُربت بها الأمثال في الأشعار، قال الشاعر:
ولا خير في دفع الردى بمذلة ... كما رَدّها يوماً بسوأته عمرو
وفاته بمصر سنة ثلاث وأربعين عن سبعين سنة. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) مروان بن الحكم طريد رسول الله ÷ هو وأبوه الحكم الذي أشار على الوليد وهو والي المدينة بقتل الحسين، وهو الذي منع بني هاشم من قبر الحسن بن علي إلى جنب رسول الله ÷، وهو الذي بايع عليا (ع) ثم نكث البيعة مع أهل الجمل وأسر في الوقعة وشفع فيه الحسن (ع) ومد يده إلى أمير المؤمنين وقال: هو يبايعك يا أمير المؤمنين فنفح يده وقال: أمطها عني فإنها كف يهودية أفليس قد بايعني في المدينة؟ قال: بلى، قال: فأمطها عني أما والله لتكونن له إمرة كلعقة الكلب أنفه وإنه لأبو الأكبش الأربعة. بويع في الجابية في رجب سنة ٦٤ هـ توفي قيل بالطاعون وقيل قتلته امرأته أم خالد وهو أظهر القولين سنة ٦٥ هـ في رمضان. (الشافي باختصار).
(٣) عثمان بن عبد الرحمن (صلاح الدين) ابن عثمان بن موسى بن أبي النصر النصري الشهرزوري الكردي الشرخاني، أبو عمرو، تقي الدين، المعروف بابن الصلاح ولد في شرخان ٥٧٧ هـ (قرب شهرزور) وانتقل إلى الموصل ثم إلى خراسان، فبيت المقدس حيث ولي التدريس في الصلاحية. وانتقل إلى دمشق، فولاه الملك الأشرف تدريس دار الحديث، وتوفي فيها ٦٤٣ هـ. له كتاب «معرفة أنواع علم الحديث - ط» يعرف بمقدمة ابن الصلاح، وأدب المفتي والمستفتي وطبقات الفقهاء الشافعية - خ [وغيرها]. (الأعلام للزركلي باختصار).