(باب: والشريعة)
  أيضاً في أنه ÷ أوصى إلى علي # ونصبه لأهل ملته إماماً بعده أباطيل وجعل رواة ذلك رافضة.
  وقال الذهبي أيضاً في تاريخه: وللزيدية مذهب في الفروع بالحجاز لكنه من أقوال البدع كالإمامية.
  وقال ابن سمرة(١) اليمني في طبقاته: وفي سنة كذا وكذا جرت في اليمن فتنتان عظيمتان إحداهما: فتنة علي بن الفضل ودعاؤه للناس إلى الكفر، والأخرى فتنة الشريف يحيى بن الحسين الرسي ودعاؤه للناس إلى التشيع.
  فانظر كيف قرن المؤمن الهادي بالكافر المضل وجعل فتنة التشيع وفتنة الكفر سواءً.
  فإذا عرفت ذلك علمت أن العمل بخبر الآحاد مع طول الزمان وكثرة الفاسقين والمنافقين واختلاطهم بالسلاطين وأمراء الجور، وتستر من تستر منهم بزي النساك والزهاد وغير ذلك مما عدا الأمور التي ذكرناها مخاطرة وقول على الله سبحانه بغير علم بل وبغير ظن، لا سيما وقد قال بعض علمائهم وهو الدارقطني(٢): ما الحديث الصحيح في الحديث إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.
  وقال الشعبي: ما أحدقوا بأحد - يعني من رجال الحديث - إلا كلفوه أن يكذب.
(١) عمر بن علي بن سمرة بن الحسين بن سمرة بن الهيثم بن أبي العشيرة، أبو الخطاب الجعدي: مؤرخ يماني، صنف طبقات فقهاء اليمن. (الأعلام للزركلي باختصار). وكلام ابن سمرة هذا يكفي دليلا على شدة بغضه لأهل البيت المطهرين (ع).
(٢) علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي: ولد ٣٠٦ هـ بدار القطن (من أحياء بغداد) ورحل إلى مصر، وعاد إلى بغداد فتوفي بها ٣٨٥ هـ. من تصانيفه كتاب السنن. (الأعلام للزركلي باختصار).