(باب: والشريعة)
  وقال شعبة(١) إمام المحدثين: تسعة أعشار الحديث كذب.
  وروي أن بعض الملحدة أمر السلطان بقتله فقال: افعلوا ما شئتم قد حللت عليكم الحرام وحرمت عليكم الحلال ودسست في مذهبكم أربعة آلاف حديث.
  وقال بعضهم: وهذه مصيبة حدثت بعد الثلاثة القرون ابتلي بها كثير من الحفاظ يروون الحديث الموضوع ولا يثبتون وضعه فليسألهم الله عن ذلك. حكى هذا الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد قدس الله روحه في الجنة في الجواب المختار.
  ومما يؤيد ما ذكره الإمام # ما روي أن كثيراً من سلاطين الجور أمروا بإملاء الحديث وقربوا مجالس رواة الحديث وأفاضوا عليهم الأموال وبعدوا من أنكر شيئاً من الرواية بل ربما قالوا فيه هو زنديق لا سيما إذا كان الحديث مما تميل إليه قلوبهم وأهواؤهم كما رواه السيوطي في تاريخه عن أبي معاوية(٢) الضرير قال: حدثت هارون الرشيد يوماً بحديث: احتج آدم وموسى وعنده رجل من وجوه قريش، فقال القرشي: فأين لقيه؟ فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف. زنديق يطعن في حديث النبي ÷.
(١) شعبة بن الحجاج بن الورد، العتكي، الأزدي، مولاهم الواسطي، البصري، أبو بسطام، أصله واسطي سكن البصرة، وهو محدِّث، فقيه، عالم من مشائخ أهل الجرح والتعديل. روى عن الإمام زيد بن علي #، وكان أحد أنصار الإمام إبراهيم بن عبد الله، سأله جماعة عن خروجه فقال: أرى أن تخرجوا معه وتعينوه، هي بدر الصغرى. وكان عالماً بالشعر والأدب. [مولده ووفاته] [٨٢ - ١٦٠ هـ] وله كتاب: (الغرائب في الحديث)، و (وتفسير القرآن). (معجم رجال الاعتبار باختصار).
(٢) محمد بن خازم التميمي مولاهم أبو معاوية الضرير، عن الأعمش وخلق، وثقه العجلي والذهبي، وقال في الكاشف: ثبت جداً في الأعمش. عداده في الشيعة، توفي سنة تسع وخمسين ومائة. (الجداول الصغرى باختصار).