(فصل: في ذكر العقل)
  الشريف العالم حمزة(١) بن أبي هاشم وأكثر أئمتنا $ يحكمون بكفرهم وما فعل بهم الإمام المنصور بالله # من القتل والسبي والجهاد لهم باللسان والسنان مشهور لا يخفى وكذلك الإمام المتوكل على الله تعالى أحمد بن سليمان # ولهذين الإمامين @ عليهم من الرد لمقالتهم والإنكار عليهم كتب ومصنفات مشهورة وقد جمع الإمام أحمد بن سليمان # من أقوالهم التي خالفوا فيها أهل البيت $ مائة مسألة ونيفاً وذكر منها عيونها وأقسامها، وأمر القاضي جعفر(٢) أن يتولى شرح تفصيلها وما لا غنى عنه من
(١) الأمير الكبير حمزة بن أبي هاشم الحسني، وكنيته النفس الزكية بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم، قال ابن فند وابن مظفر: قام محتسباً، وليس بإمام، شهد بفضله الموالف والمخالف، وقد ذكره الإمام المتوكل أحمد بن سليمان في بعض رسائله على المطرفية في جملة من ذكر من أهل البيت الذين أنكروا على المطرفية، وكانت لحمزة هذا مع بني الصليحي وقعات مشهورة، قتل في بعضها، ثبت الأمير ¥ ووقف عنده تسعون شيخاً من همدان يجالدون عنده حتَّى هلكوا، وذلك في سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وكان يقاتل يوم قتل وهو يقول:
أطعن طعناً ثائراً غباره ... طعن غلام بعدت دياره
وانتزحت عن قومه أنصاره
وكانت له كرامات، روي أنه دفن قريب المعركة، فتربص أولاده الفرصة لنقله، فأمكنتهم فحملوه في شمله، وله نور ساطع يرى منه أهداب الشملة، وروي أنه كان في بعض أيامه بمسجد (حلملم) وقد اجتمع إليه أهل الطرق، وأراد الصلح بينهم في أمور كانت فأحدث واحد بالقرب من المسجد صوتاً يريد به تفريق الناس حتى ينصرفوا بغير صلح، فقال حمزة: من هذا الذي غير محضرنا غير الله لونه، فأنزل الله بذلك الرجل البرص في مجلسه عقيب دعائه #. (مطلع البدور باختصار).
(٢) علم أعلام الزيدية: القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى المتوفى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وكان الإمام عبدالله بن حمزة يقول في كتبه - إذا ذكر الإمام أحمد بن سليمان والقاضي جعفراً -: قال الإمام والعالم، أفتى بذلك الإمام والعالم، حكى ذلك الإمام والعالم. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار). وفي لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # نقلا عن الطبقات. كان قديماً يرى رأي التطريف، حتى وصل الفقيه زيد بن الحسن البيهقي، في سنة خمسمائة، فراجعه وقرأ عليه، فرجع إلى مذهب الزيدية المخترعة، وقرأ على الفقيه زيد. (باختصار).