شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 113 - الجزء 1

  بيان فروعها وإبطالها بالأدلة الواضحة وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: مقالات ابتدعوها في الدين وخالفوا فيها جميع العالمين، والقسم الثاني: مقالات خالفوا بها جميع المسلمين ووافقوا فيها أقسام الكافرين، والقسم الثالث: مقالات باينوا بها مذاهب أهل البيت $ وتابعوا فيها الضُّلال من المنتسبين إلى الإسلام هذا لفظ القاضي جعفر.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان #: فقسم خالفوا فيه جميع العقلاء المؤمنين منهم والكفار وقسم وافقوا به الكفار وخالفوا فيه الكافة من أهل ملة الإسلام، وقسم اتبعوا فيه ضُلَّال الأمة وخالفوا فيه جميع الأئمة وقد أحببت أن أذكر من كل قسم بعض مسائله لتعرف عقيدتهم لأنه لم يبق في زماننا هذا أحد يقول بمقالتهم فالقسم الذي خالفوا فيه جميع العقلاء ولم يقل به عاقل لا مؤمن ولا كافر، وهو سبع وثلاثون مسألة منها قولهم: عقل الإنسان هو قلبه، ومنها قولهم إن علوم الإنسان كلها فعله نحو علمه بالمشاهدات وما جرى مجرى ذلك من الضروريات، ومنها قولهم إن الله تعالى يجب عليه المساواة بين الخلق في ستة أشياء: في الخلق والرزق والموت والحياة والتعبد والمجازاة. ومنها قولهم إن الله تعالى لم يقصد خلق الفروع ولم يعتمدها وإنما حدثت بالإحالة. ومنها إن كثيراً من أفعال الله ليس بحكمة ولا صواب، ومنها قولهم إن الله [تعالى] لم يرزق العصاة، ومنها قولهم إن حسنات العاصي معاصي، ومنها قولهم إن النبوة فعل النبي ولم يختصه الله سبحانه بها وأن الله [تعالى] قد مكن كل واحد من خلقه من بلوغ درجة النبوة فمن تركها فبتقصيره، وكذلك الإمامة.

  ومنها قولهم: إن الكلام وسائر الأصوات كالرعد والصاعقة لا تسمع بالأذان وإن الألوان كسواد الليل وبياض النهار لا ترى بالأبصار، وكذلك الطعوم لا تدرك باللهوات كحلاوة العسل ومرارة الحنظل والأرايح لا تدرك بحاسة الشم كريح المسك والكافور وإن الآلام لا يدركها أحد من الأحياء وإن