شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 538 - الجزء 2

  (وإن لم يعاند) ولكن⁣(⁣١) أخطأ بعد الاجتهاد والنظر (وكان خطؤه مؤدياً إلى الجهل بالله تعالى) أو شيء من صفاته (أو) إلى (إنكار رسله في جميع ما بلغوه عن الله تعالى فهو آثم كافر أيضاً) مستحق للنكال والخلود في النار وذلك (لأن المجسم يعبد غير الله ويعتقد أن التأثير) في خلق السماوات والأرض وما بينهما (لذلك الغير) الذي هو جسم فهم (كالوثنية) وهم عباد الأوثان (والمنجمة) وهم الذين يجعلون التأثير للنجوم (والطبائعية) الذين يجعلون التأثير للطبع (ولا خلاف في كفرهم) أي هذه الفرق المذكورة (مع نظرهم) وتفكرهم الردي.

  (والمتأول الشرائع بالسقوط) لاعتقاده أن للقرآن والسنة باطناً خلاف ظاهرهما، وأنا مكلفون بالباطن دون الظاهر (نحو الباطنية) أقمأهم الله تعالى.

  وقد عرفت مما تقدم في أول الكتاب أنهم ليسوا من أهل ملة الإسلام وإنما تستروا به لما قُهروا وغُلبوا.

  فمن كان كذلك فهو (مكذب لرسول الله ÷ فيما جاء به) من القرآن وغيره بادعائه لعلم الباطن (فهو كمن كذبه) ظاهر وأنكر كونه نبياً (ولا خلاف في كفره) أي المكذب لرسول الله ÷ فكذلك يكون حكم من تأول شرائعه بالسقوط ونفى ما دل عليه لفظ الشريعة بظاهره وادعى أن لكل ظاهر باطناً، وأنا لا نكلف إلا بمعرفة الباطن فحكمه في الكفر حكم المكذب لرسول الله ÷؛ لأن قوله هذا عائدٌ إلى تكذيبه ÷ وهذا لو صح إقراره بالنبي ÷ وأنه رسول الله وإلا فالحقيقة أنه غير مقر بالنبوة كما سبق ذكره، (ومن أخطأ في غير ذلك) الذي ذكرناه أي غير ما كان مؤدياً إلى الجهل بالله سبحانه أو إنكار رسله أو ما عاند فيه (بعد التحري) والاجتهاد وبلوغ منتهى


(١) في (ب): ولكنه.