شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 114 - الجزء 1

  أصابته الحمى والرعدة ومنها قولهم إن إحالة الأجسام فعل الله سبحانه ولكنه لم يفعلها وإنها إرادة الله سبحانه ومراده ولكنه لم يردها.

  ومنها قولهم إنه لا يجوز من الله سبحانه أن يتفضل على أحد من المكلفين في الآخرة بزيادة على ثوابهم، ومنها نفيهم لنقصان الولد في بطن أمه عن الله سبحانه نحو ذهاب يديه أو رجليه وإضافتهم نقصان أعضائه الحاصلة بقطع الناس لها إلى الله سبحانه، ونفيهم للجراحات التي تصيب الناس من القروح والجرب عن الله سبحانه وإضافتهم للجراحات التي تصيب المظلومين بضرب السيوف وطعن الرماح إلى الله تعالى لقولهم إن فعل العبد لا يعدوه.

  ومنها نفيهم لإماتة الأطفال ومن لم يبلغ مائة وعشرين سنة من المؤمنين عن الله تعالى حتى قال بعضهم: هو كافر برب يميت الأطفال وإضافتهم لهلاكهم الحاصل بأيدي الظلمة وسيوفهم وأسنتهم إليه تعالى.

  ومنها نفيهم للصابة التي تقع في رأس المسلم بنزول البرد والضرر الحاصل في زرعه وثماره من ذلك عن الله تعالى وإضافتهم للصابة التي تقع في ذلك المسلم بالجلمود والضرر الحاصل بضرب المخابيط والبغاة إلى الله سبحانه.

  قال #: وهذه مقالات لم يقل بها أحد من البشر لا من آمن منهم ولا من كفر.

  وأما القسم الثاني فهي مقالات شاركوا فيها الكفار الخارجين عن ملة الإسلام فمنها خمس عشرة مقالة وافقوا فيها الطبيعية الملحدة منها قولهم إن العالم يحيل ويستحيل وإن كان أولئك الطبيعية تقول يؤثر بعضه في بعض.

  ومنها قولهم إن الأولاد إنما تحصل بحسب طبائع الزوجين وصلاح مزاجهما فإن صلح المزاج حصل الولد وإلا فلا. ومنها قولهم: إنما اختلف الأولاد فكان بعضهم ذكراً وبعضهم أنثى لأجل سبق النطف من الزوجين فإن سبقت نطفة الرجل كان الولد ذكراً، وإن سبقت نطفة المرأة كان الولد أنثى، وإن استوت النطفتان كان خنثى.