شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 115 - الجزء 1

  ومنها قولهم: إن اختلاف الأولاد في الألوان لاختلاف الأزمنة والأهوية والبلدان، وقولهم إن اختلافهم في الحسن والشواهة والقصر والطول لأجل اختلاف المواد والمآكل أو اختلاف الأزمنة والأهواء وقولهم: إن النقص والزيادة إنما يقعان على الأولاد من أجل زيادة المواد ونقصانها وقولهم إن الأمراض التي تصيب الأطفال والمؤمنين وكثيراً من الخلق إنما تكون من إحالة الأجسام والمواد لا لأن الله سبحانه عنى بها من يشاء من خلقه.

  وقولهم: إن الله تعالى لا يميت أحداً من الأطفال ولا من المؤمنين حتى يبلغ العمر الطبيعي وهو مائة وعشرون سنة وقولهم إن الأمطار تحصل من بخارات الأرض ورطوباتها وقولهم: إن الله لا يختص بالمطر أحداً من خلقه دون أحد وقولهم إن البرد يحصل باعتراض الرياح له في الهواء فتجمده، ومنها قولهم: إن الله لا يبعث شيئاً من البهائم.

  ثم قال #: ومنها ثمان خصال وافقوا فيها المجوس والثنوية، منها: أن هذه الآفات التي تصيب الأطفال والمؤمنين قبيحة لا تحسن على وجه من الوجوه.

  ومنها قولهم: يجوز أن يُغلب الله سبحانه ويحال بينه وبين مراده كما يريد خلق الولد ذكراً أو أنثى فيحصل خنثى بالعوارض وهذا جنس مقالة المجوس الذين يجوزون عليه تعالى العجز والقهر.

  ومنها قولهم تجوز الغفلة والسهو عليه سبحانه من حيث قالوا إنه فعل أفعالاً لم يتعمدها ولم يقصدها كما تقول المجوس.

  ومنها قولهم: إنه لا يجوز من الله سبحانه أن يخلق الشرور والامتحانات ويجوز أن يخلق ما هو مجبور عليها وموجب لها وهو المحيل المستحيل كما تقوله المجوس وغير ذلك.

  قال #: ومنها ثمان خصال وافقوا فيها اليهود منها قولهم إن الله لم ينزل كتاباً من السماء وإنما ذلك صفة ضرورية لقلب الملك كما قالت مردة اليهود {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٩١]، وغير ذلك.