شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 556 - الجزء 2

  الناس عن الحق لم تكن الهداة إلا منا.

  وقال السيد الفاضل صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن الهادي بن إبراهيم بن علي المعروف بابن الوزير في مقدمة كتابه الذي كان أراد جمعه في تخريج الأحاديث والاحتجاج على مذهب أهل البيت $ وشيعتهم ما لفظه:

  واعلم أنه كان لقدماء الشيعة اشتغال بعلوم العترة شديد وإعراض عن علوم غيرهم وعناية كلية بالحديث وإسماعه وسماعه وتصحيح طرقه ومن أحب معرفة ذلك طالع ما ذكرناه من الكتب المتقدمة وغيرها وقد صنف الحافظ العلامة أبو جعفر الطبري محمد بن جرير بن رستم الشيعي كتاباً في الرواية عن أهل البيت.

  قال: وكان لهم أيضاً إقبال على مصنفات العترة وحرص على حفظها وجمعها حتى لقد اجتمع منها كتب كثيرة منها ما هو بخط الإمام المرتضى محمد بن يحيى # وكانت مرجع أهل ذلك العصر.

  ثم إنه لم يزل الأمر يضعف والدخل يكثر حتى ذهب أكثر تلك الكتب واستُغني عن مكنون علمها بمصنفات أحدثها المتأخرون لكنهم كثروها بعلوم العامة فجمعوا فيها بين الغث والسمين، والمَخْشَلَب⁣(⁣١) والدر الثمين، واشتغل بها أهل هذه الأزمنة المتأخرة وأعرضوا عن تلك الكتب النافعة بالكلية وفيها من الزيف والزغل ما لا يخفى على صيارف الشيعة ونقادهم فضعف بذلك أمرهم وكثر الطعن عليهم من خصومهم حين أخذوا من علومهم وكتبهم وأعرضوا عن المصنفات القديمة لأئمتهم، وعن حديثهم ولما انتشرت كتب المحدثين في الأقطار وطارت في جميع الآفاق كل مطار وأقبل عليها جميع الناس من جميع المذاهب واشتغل بقراءتها خلق كثير من أهل المذاهب واعتمدوا عليها وفيها حق شِيبَ بباطل كبعض أحاديث الفضائل، وشُهُدٌ قد خُلط بسم قاتل


(١) ردي الدرّ. (من هامش الأصل).