(باب: والشريعة)
  كالأحاديث التي ظاهرها التشبيه والجبر وقد حملها كثيرون على ظواهرها واعتقدوها وأقرها أهل الجمود على ظاهرها من دون تأويل، وقبلها أهل التحقيق والتوفيق مع التأويل، كالأحاديث التي احتجوا بها في الإمامة لمن تقدم الوصي # فإنهم احتجوا بها في القطعي وهي من الظواهر وتركوا معارضها وهو النص المتلقى بالقبول أو المتواتر حتى كاد ذلك يغرس في قلوب بعض من اعتمدها من أهل مذهبنا شجرات يجتني من باطلها ثمرات.
  والأمر كما قيل في المثل: «من يسمع يخل»، فقل من اشتغل بعلمِ مخالفٍ معاندٍ وشبه زائغ عن الحق حائد فسلم من اعتقاد فاسد كما وقع ذلك لمن اشتغل بعلوم الفلاسفة من المشرعين ولمن اقتصر على أخذ الحديث من كتب فقهاء المحدثين وقصرت همته عن معرفة كتب أهل البيت المطهرين.
  قال: ولقد وجدت ذلك في نفسي أيام قراءتي لكتب الحديث من كتبهم مع شدة تمسكي بمذهب العترة فلولا تثبيت الله لي لقد كدت أركن إلى بدعهم شيئاً قليلاً، وأميل عن طريق الشيعة التي هي أهدى سبيلاً، وهي الفطرة التي لا نجد لها من قلوب المؤمنين تحويلا ولا تبديلاً، وقد كان بعض أئمتنا المتأخرين يكره لمن لا يثق من نفسه بالاستقامة أن يقرأ من الحديث ما فيه ظواهر تحمله على اعتقاد الجبر والتشبيه.
  قال الإمام المهدي علي(١) بن محمد #: ومن اقتعد في مساجد الزيدية يقرأ
(١) الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد بن علي بن منصور بن يحيى بن منصور بن المفضل بن الحجاج - واسمه عبدالله وسمي حجاجاً لكثرة حجه - بن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن يحيى $. قيامه: يوم الخميس آخر شهر ربيع الآخر من سني خمسين وسبعمائة. قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير ففي صفاته: واعلم أرشدك الله أن لكل إمام فضلاً وهداية، وجهاداً وعناية، وجمع الله للإمام المهدي متفرقات الفضائل، وأعطاه ما لم يعط أحداً من الأواخر والأوائل، ورزقه قبولاً في القلوب على افتراقها، وتماماً في محبة الجهاد معه على محاقها، فانقادت له قلوب أهل الزمان، =