شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 116 - الجزء 1

  ثم قال #: ومنها ثلاث خصال وافقوا فيهن النصارى وقد ذكرها #، وسبع خصال وافقوا فيها المنافقين، منها ما صاروا به منافقين وذلك أنهم أبطنوا الكفر وأظهروا الإسلام ثم ذكر باقيها.

  ثم قال: والقسم الثالث ما شاركوا فيه أهل الضلال من هذه الأمة فمن ذلك خصلة شاركوا فيها الخطابية وهي قولهم بجواز شيء من الكذب عند الحاجة كما تقوله الخطابية.

  ومنها ثلاث خصال وافقوا فيها المشبهة منها قولهم إن أسماء الله هي ذات الله وهو مذهب الكرامية من المشبهة وغير ذلك.

  ومنها عشر خصال شاركوا فيها المجبرة منها قولهم إن جميع ما أصاب المظلومين من الجراح والآلام بضرب السيوف وطعن الرماح وغير ذلك فعل الله سبحانه كما تقوله المجبرة وإن ما يسمع من الصبي من الكذب الصريح والكفر المبين هو فعل الله تعالى.

  ومنها نفيهم للعوض على ما أصاب المؤمنين والأطفال والبهائم من المضار كما تقوله المجبرة وتجويزهم أن يأخذ الله الولد بذنب والده كما يقولونه في صرف الله سبحانه الرزق على أولاد المماليك لكفر آبائهم.

  ومنها قولهم: إن العلم والقدرة والحياة صفات لله سبحانه لولاها لم يكن الله سبحانه عالماً ولا قادراً ولا حياً كما تقوله الصفاتية من المجبرة وغير ذلك.

  قال #: ومنها أربع خصال شاركوا فيها الخوارج وقد ذكرها # وقد نقلت من مسائلهم هذه ولو طال الكلام بذكرها لأنه لا يكاد يوقف على عقائدهم في هذا الزمان لانقراضهم، ولأجل هذه الأقوال التي أحدثتها المطرفية وخرجوا بها من الإسلام سمي سائر الزيدية أعني غير المطرفية من الزيدية المخترعة لقولهم إن الله سبحانه يخترع ما زعمت المطرفية أنه من تأثير الخواص والإمامية سميت بذلك لجعلها أمور الدين كلها إلى الإمام وأنه كالنبي وهم فرق كثيرة كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى في آخر الكتاب.