شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 117 - الجزء 1

  قال الإمام المهدي #: ومما انفردوا به القول بالبداء والرجعة وإن علم الله حادث وأطبقوا إلا من عصم الله على الجبر والتشبيه. انتهى.

  والباطنية في الحقيقة خارجون عن الإسلام لكن انتحلوه ظاهراً فعدوا في فرقه ولا يكاد يعرف مذهبهم لتسترهم.

  وأما الخوارج فإنه يجمعهم إكفار علي # وعثمان ومن أتى كبيرة ويسمون الشراة والحرورية والمحكِّمة ويرضون بذلك والمارقة للخبر ولا يرضونه وهم فرق كثيرة.

  وأما المجبرة فإنه يجمع مذهبهم القول بخلق الأفعال وإرادة المعاصي وتعذيب من يشاء من غير ذنب وأنه لا يقبح منه تعالى شيء وغير ذلك وهم فرق كثيرة كما سيأتي إن شاء الله [تعالى].

  وأما المرجئة فإنه يجمع مذهبهم ترك القطع بوعيد الفساق فمن قطع بسلامة الفاسق فليس بمرجي ومنهم عدلية وجبرية.

  وأما الحشوية فلا مذهب لهم منفرد وأجمعوا على الجبر والتشبيه وجسموا وصوروا وقالوا بالأعضاء وقدم ما بين الدفتين من القرآن ويسمون أنفسهم بأنهم أصحاب الحديث وأنهم أهل السنة وهم بمعزل من ذلك وينكرون الخوض في الكلام والجدل ويعولون على التقليد وظواهر الروايات قاله الحاكم، قال: ومن رجالهم الكرابيسي⁣(⁣١) وأحمد بن حنبل وداود⁣(⁣٢) الأصفهاني وغيرهم.


(١) الحسين بن علي يزيد، أبو علي الكرابيسي: كان متكلما، عارفا بالحديث، من أهل بغداد. نسبته إلى الكرابيس (وهي الثياب الغليظة) كان يبيعها. (الأعلام للزركلي). وقال في الجداول الصغرى أبوعبدالله الكرابيسي الحسين بن علي بن يزيد البغدادي، كان من متكلمي المبتدعة. توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: ثمان وأربعين ومائتين. قلت: الحسين، كان من النواصب والمبغضين لآل الرسول ذكره المرتضى وغيره. (باختصار من المصدرين).

(٢) داود بن علي بن خلف، أبو سليمان البغدادي، المعروف بالأصبهاني، رئيس أهل الظاهر. مولده سنة مائتين. وأصله من أصفهان، ومولده بالكوفة، ومنشأه ببغداد، وقبره بها في الشونيزية ومات سنة سبعين ومائتين. (سير أعلام النبلاء باختصار).