شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 10 - الجزء 3

  جميع أهل ملتهم بالعلم البارع والدين والورع والاجتهاد في أمر الله، وعَلمُهم

  ودليلهم فهو العلم بغامض علم الأنبياء والاطلاع على خفي أسرار الرسل وإحاطتهم بما خص الله به أنبياءه حتى يوجد عندهم من ذلك ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم فيستدل بذلك على ما خصهم به أنبياؤهم وألقته إليهم من مكنون علمها وعجائب فوائد ما أوحى الله به إليها مما لا يوجد أبداً عند غير الأوصياء.

  من ذلك ما كان يوجد عند وصي موسى # وعند وصي عيسى # ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم.

  ومن ذلك ما وجد عند وصي محمد ÷ علي بن أبي طالب رحمة الله عليه من ذلك ما أجاب به في مسائل الجاثليق، ومن ذلك ما كان عنده من علم ما يكون إلى يوم القيامة مما أطلع الله تعالى عليه نبيئه وأطلع نبيئه وصيه لم يُعلمه رسول الله أحداً غيره ولم يقع عليه سواه فهذا الذي لم يوجد عند غير الأوصياء من أهل مللهم فهو عَلَمُ الأوصياء المبين لها والدليل الدال بالوصية عليها وكذلك الأئمة الهادون الداعون إلى الله المرشدون بانت إمامتهم وثبت عقدها من الله لهم بخصال الاستحقاق وبالعلم وبالدليل الذي بانوا به من غيرهم وامتازوا به من مشاكلة أهل دهرهم.

  فأما الاستحقاق فهو ولادة الرسول والعلم والورع والزهد والدعاء إلى الله تعالى وتجريد السيوف وخوض الحتوف وفض الصفوف ومجاهدة الألوف ورفع الرايات ومنابذة الظالمين وإقامة الحدود على من استوجبها وأخذ أموال الله من مواضعها وردها في سبُلها التي جعلها الله لها وفيها مع الرأفة والرحمة بالمؤمنين والشدة والغلظة على الفاسقين ... إلى آخر كلامه #.

  وقال أيضاً # في الأحكام: تثبت الإمامة للإمام وتجب له على جميع الأنام بتثبيت الله لها فيه وجعله إياها له وذلك فإنما يكون من الله إليه إذا كانت الشروط المتقدمة التي ذكرناها فيه فمن كان من أولئك كذلك فقد حكم الله له