شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 11 - الجزء 3

  سبحانه بذلك رضي الخلق بذلك أو سخطوا.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان #: والإمامة عند جميع الشيعة الزيدية والإمامية حكم من الله تعالى وأمر وهي نعمة وبلية ومن العبد الائتمار وهو الشكر على النعمة والصبر على البلية وكذلك النبوءة قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة].

  فصح أن النبوءة والإمامة أمر من الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ}⁣[الجاثية: ١٦]، وقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}⁣[السجدة: ٢٤]، وقال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء]، وقال تعالى حاكياً عن موسى #: {يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ٢٠}⁣[المائدة].

  فصح أن النبوة والإمامة من الله نعمة وبلية. انتهى.

  وقال الإمام المهدي الحسين بن القاسم بن علي $ ما لفظه: فإن رجع إلى الحق وأقر بكلمة الصدق وجحد الإمامة فهو مشرك لأن الإمامة فرض من الله لا يسع أحداً جهلها؛ لأن الحكيم لا يهمل خلقه مع ما يرى من اختلافهم من الحجة على من عَنَد عن الحق منهم والهداية لمن طلب النجاة من أوليائه والبيان لتلبيس أعدائه وإلا فقد ساوى بين حقهم وباطلهم، وفي ذلك ما يقول النبي ÷: «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية»، وقول الله ø: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، فأخبر أن النبي ÷ منذر للعباد وأن لكل قوم هادياً إلى الحق في كل زمان يوضح لهم ما التبس من الأديان.