(فصل: في ذكر العقل)
  وقال الديلمي(١) | في كتاب قواعد عقائد أهل البيت $: افترقت الشيعة بعد قتل الحسين بن علي @ على ثلاث فرق فرقة قالت إن الإمام بعد الحسين ابنه علي بن الحسين وإن الإمامة بعد علي بن الحسين في ولده خاصة لأنها استقرت في يده ولا تكون إلا بنص من الإمام الأول على الإمام الثاني وإن الأرض لا تخلو من إمام طرفة عين إما مشهوراً وإما مستوراً، ولهذا سموا إمامية بالتزامهم الإمام، وقالت الفرقة الثانية: لم يصح عندنا أن الحسين عهد إلى أحد ولا دعا ابنه علي إلى بيعته فنحن نقف حتى نرى رجلاً من أحد البطنين يصح لنا ولادته وزهده وعلمه وشجاعته وورعه وكرمه يشهر السيف ويباين الظالمين فيكون علينا طاعته فسموا الواقفة فمكثوا بعد قتل الحسين ستين سنة حتى قام زيد بن علي # فبايعوه فسموا زيدية.
  وقالت الفرقة الثالثة: إن الإمام بعد الحسين أخوه محمد(٢) بن علي وهو ابن الحنفية وهم الكيسانية وافترقت كل فرقة من هؤلاء على فرق كثيرة وافترقت الزيدية ثلاث فرق(٣) على الأشهر بترية وجريرية وجارودية وقيل صالحية
(١) العلامة، الحافظ، الزاهد، عز الدين: محمد بن الحسن الديلمي مؤلف (قواعد عقائد أهل البيت)، وكان خرج من الديلم إلى اليمن بعلوم أهل البيت، وبقي في اليمن إلى ٧١١ هـ وصنف العقائد بصنعاء، وتوفي قافلاً إلى بلاده بوادي مر | سنة ٧١١ هـ. (الجامع الوجيز باختصار).
(٢) محمد بن علي بن أبي طالب أبو القاسم المشهور بابن الحنفية، كان كثير العلم شديد الورع والقوة، حضر وقعت الجمل وصفين وله أخبار عجيبة، وكان الوصي يحبه حباَ شديداً، وأوصى الحسنين به، وقد كان بشر به رسول الله ÷ وأنحله اسمه وكنيته، توفي سنة ثمانين وقبره في الطائف، وقيل في وفاته غير ذلك. (الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى باختصار).
(٣) قال المولى العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض حفظه الله في كتابه (من ثمار العلم والحكمة/ الجزء الثالث) ما لفظه: أما تقسيم الزيدية إلى ثلاثة مذاهب: الجارودية والبترية والصالحية فلا نعرف هذه المذاهب ولا أهلها إلا ما نراه في كتب الفِرَق، والذي نعرفه هو ما عليه الزيدية اليوم، ومذهبها اليوم معروف، وكتبها القديمة والجديدة في عموم البلدان، وكتبها التراثية تزخر بها مكاتب التراث في العالم، ولا يوجد فيها من المذهب إلا ما عليه الزيدية اليوم. وبعد، فمذهبنا في =