شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 119 - الجزء 1

  وسليمانية وجارودية وقول الصالحية مثل قول البترية والسليمانية هم الجريرية فقالت البترية والصالحية: إن علياً # أفضل الناس بعد رسول الله ÷ وأولاهم بالإمامة وإن بيعة أبي بكر وعمر ليست بخطأ لأن علياً # سلم ذلك لهما وسكت عن حقه بمنزلة رجل كان له حق على رجل فتركه وكذلك عثمان إلى أن تبرأ منه المسلمون فوقعت فيه بعد ذلك وشهدت على من حارب علياً بالكفر وسموا بترية لأنهم نسبوا إلى كثير البتري وكان المغيرة بن سعيد لقب كثيراً بالأبتر وأظن أنه الذي يقال له ابن التمار وسموا صالحية لانتسابهم إلى صالح بن حي وهو أبو الحسن بن صالح.

  وقالت الجريرية: إن علياً # كان الإمام بعد رسول الله ÷ وإن بيعة أبي بكر وعمر كانت خطأ لا يستحقان عليها اسم الكفر ولا اسم الفسق من قبل التأويل، وإن الأمة أخطأت وقد تركت الأصلح وبرئت من عثمان بسبب إحداثه وشهدت عليه بالكفر وعلى كل من حارب علياً أيضاً.

  وقالت الجارودية: إن رسول الله ÷ نص على علي بالإشارة والوصف دون التسمية والتعيين، وإنه أشار إليه ووصفه بالصفات التي لم توجد إلا فيه، وإن الأمة قد ضلت وكفرت بصرفها الأمر إلى غيره، وإن رسول الله ÷ نص على الحسن والحسين بمثل نصه على علي، ثم الإمام بعد هؤلاء الثلاثة ليس بمنصوص عليه، ولكن الإمامة شورى بين الأفاضل من ولد الحسن والحسين


= العقيدة وفي الفقه معروفٌ ومشهور، لا يمكن ستره والتغطية عليه، ولعل كتبه التراثية في الكثرة والانتشار في العالم في الصدارة، فمكاتب أوربا مشحونة بكتب التراث الزيدية، ومع كثرة ما نهب من اليمن من كتب التراث المخطوطة فما زالت المكاتب اليمنية العامة والخاصة تزخر بالكتب التراثية، ومذهب الزيدية اليوم في الفقه مشهور باسم مذهب الهادي #، وكما أفدنا سابقاً فكل أئمة الزيدية يعتمدون في فقههم بعد القرآن على مرويات الإمام زيد بن علي # أولاً، وعلى مرويات حفيده أحمد بن عيسى بن زيد ثانياً، وعلى مرويات غيرهما من رواة الآثار من أئمتنا $، فنحن هادوية زيدية.