(فصل: في ذكر العقل)
  فمن شهر منهم سيفه ودعا إلى سبيل ربه وباين الظالمين وكان صحيح النسب من هذين الحسنين وكان عالماً زاهداً شجاعاً فهو الإمام وكذلك قالت البترية والجريرية وليس بينهم خلاف في هذا إلا ما تقدم من أمر علي والمشائخ فقط على ما ذكره الإمام أحمد بن سليمان # انتهى كلام الديلمي رحمة الله عليه.
  وأما المعتزلة فإنه يجمع مذهبهم صحة الإمامة في كل قريش وأن الإمام بعده ÷ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وأن طريقها العقد والاختيار واختلف في تسميتهم بهذا الاسم فقال الحاكم قيل إن عمرو(١) بن عبيد لما فارق قتادة(٢) واعتزل حلقة الحسن(٣) وكان قتادة يسأل ويقول ما فعلت المعتزلة فلزمهم ذلك وقيل: إن واصل(٤) بن عطاء لما اعتزل أقوال الفرق في مرتكب الكبيرة من أهل
(١) عمرو بن عبيد بن باب التيمي بالولاء، أبو عثمان البصري: شيخ المعتزلة في عصره، ومفتيها، وأحد الزهاد المشهورين. كان جده من سبي فارس، وأبوه نساجا ثم شرطيا للحجاج في البصرة. واشتهر عمرو بعلمه وزهده، وأخباره مع المنصور العباسي وغيره. توفي بمران (بقرب مكة). (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري الأكمه، عده المنصور بالله في رجال العدل، توفي سنة سبع أو ثمان عشرة ومائة. (الجداول الصغرى باختصار). وقال الزركلي في الأعلام: مفسر حافظ ضرير أكمه. وكان مع علمه بالحديث رأسا في العربية ومفردات اللغة وأيام العرب والنسب.
(٣) الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد: تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه. وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء. ولد بالمدينة ٢١ هـ وشب في كنف علي بن أبي طالب، (ع) سكن البصرة وتوفي بها ١١٠ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٤) واصل بن عطاء الغزال، أبو حذيفة، من موالي بني ضبة أو بني مخزوم: رأس المعتزلة ومن أئمة البلغاء والمتكلمين. سمي أصحابه بالمعتزلة لاعتزاله حلقة درس الحسن البصري. ومنهم طائفة تنسب إليه، تسمى «الواصلية» وهو الذي نشر مذهب الاعتزال في الآفاق: ولد بالمدينة ٨٠ هـ ونشأ بالبصرة. وكان يلثغ بالراء فيجعلها غيناً، فتجنب الراء في خطابه، وضرب به المثل في ذلك. وكان ممن بايع لمحمد بن عبد الله بن الحسن في قيامه على أهل الجور. ولم يكن غزَّالاً، وإنما لقب به لتردده على سوق الغزالين بالبصرة. (الأعلام للزركلي باختصار).