(فصل): في ذكر شروط الإمام
  (قلنا) للراوندي ومن اتبعه: (لا دليل) على ما ذكرت من أن الإمامة تستحق بالميراث فلو كان لظهر (كما ذكرنا) أولاً.
  وأيضاً فإن الذي يستحق بالميراث هو الأموال التي يتركها الميت بعد موته وأما الإمامة فليست بمال يقسم.
  وأيضاً يلزم أن يشترك فيها الصبيان والنساء والمجانين.
  (وأيضاً) لو فرضنا أن الإمامة موروثة فإنه (لم يدّعها العباس(١)) بعد موت النبي ÷ (ولا ولده عبدالله بن العباس) بعد موت أبيه (بل قال العباس للوصي #: امدد يدك أبايعك) حتى يقال: عم رسول الله ÷
(١) العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عَمّ رسول الله ÷ أبو الفضل، كان أسن من رسول الله ÷ بسنتين أو ثلاث. وفي رواية الإمام أبي طالب لما سُئل أيما أكبر أنت أو رسول الله ÷؟ فقال: هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله. ولم يزل مُعظَمَاً في الجاهلية والإسلام. وقصة استسقاء الصحابة به معلومة. قال في الاستيعاب: وروينا من وجوه عن عمر أنه خرج يستسقي، وخرج معه العباس؛ فقال: اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك ÷ ونستشفع به، فاحفظ فيه لنبيك ÷ كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما، وأتيناك مستغفرين ومستشفعين. إلى قوله: ثم قام العباس وعيناه تنضحان، ثم قال: اللهم أنت الراعي، لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، وقد ضرع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى؛ فأنت تعلم السر وأخفى؛ اللهم فأغثهم بغياثك، من قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون. فنشأت طريرة من سحاب، فقال الناس: ترون ترون. ثم تلاءمت واستتمت ومشت فيها ريح، ثم هزت ودَرّت؛ فوالله ما برحوا حتى اعتنقوا الجدر، وقلصوا المآزر، وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين. وفي ذلك يقول أمير المؤمنين #:
بعمي سقى الله البلاد وأهلها ... عشيّة يستسقي بشيبته عمر
وهذا صريح التوسل به والاستشفاع لقربه من رسول الله ÷؛ فهل يسوغ لمسلم أن يجعل فعل الصحابة كالتوسل والاستشفاع بالأصنام؟! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم. قال السيد الإمام: وكان - أي الرسول ÷ - يعظمه ويعطيه العطاء الجَزْل؛ ثم توفي في المدينة، في رجب، سنة اثنتين - أو أربع - وثلاثين، عن ثمان وثمانين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).