(فصل): في ذكر شروط الإمام
  لو كان سالم(١) مولى أبي حذيفة حياً ما شككت فيه) أي ما شككت في أنه يصلح للخلافة بعدي لأن عمر قال ذلك حين قيل له في مرضه ألا تستخلف؟ وروي أنه قال: لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته، ولو كان معاذ حياً لا ستخلفته، ولو كان سالم حياً لاستخلفته فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «أبو عبيدة أمين هذه الأمة، ومعاذ أمة لله قانت ليس بينه وبين الله يوم القيامة إلا المرسلون، وسالم شديد الحب لله لو كان لا يخاف الله لم يعصه» (وسالم المذكور ليس من قريش ولم ينكر من حضر من الصحابة على عمر) في قوله هذا فلو كان الخبر صحيحاً لما تكلم بذلك عمر في حضرة الصحابة.
  قال في المحيط: ذكر أبو عثمان الجاحظ أن سالماً كان عبداً لامرأة من الأنصار فعتق فأتى مكة فحالف أبا حذيفة(٢) بن عتبة بن ربيعة فصاهره فلما قتل يوم اليمامة مع خالد بن(٣) الوليد بعثوا بتركته إلى مولاته الأنصارية وإنما يقال: مولى
= بالنص على الوصي #، فهذا الاستدلال في غاية الضعف والركاكة، ولا يقال: إنما أرادوا الاحتجاج على الخصم بما يلتزمونه. قلنا: لا يصح الاستدلال على الخصم بما يبطل مذهبنا من أصله، مع أنه استدل بالإجماع لقوله: ولم ينكر، فلا وجه له أصلاً، وانما هو سهو، وأما الخبر فهو صحيح قد رواه الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه $، ورواه في نهج البلاغة، ورواه المحدثون، وهو عمدة استدلال أبي بكر يوم السقيفة ومن معه على الأنصار، وأقرهم على ذلك أمير المؤمنين # حيث قال: (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة) وقد أوضحت ذلك في مبحث خاص في مجمع الفوائد فليراجع. تمت إملاء شيخنا العلامة الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى. كتب طالبه محمد ناصر الحذيفي وفقه الله تعالى.
(١) سالم مولى أبي حذيفة، هو ابن معقل، ويقال: أبو عبيد بن عتبة. كان من فارس، كان من خيار الصحابة وكبارهم، شهد بدراً، قتل يوم اليمامة. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) أبو حذيفة بن عتبه بن ربيعة بن عبد شمس: صحابي. هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها. وقتل يوم اليمامة [سنة] ١٢ هـ. (الأعلام للزركلي).
(٣) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، القرشي، الصحابي. شهد حروب المشركين ضد رسول =