(فصل): في ذكر شروط الإمام
  الحسنان وذريتهما، وقول علي # حجة يجب اتباعه.
  (و) لنا حجة على قولنا إن المنصب هو علي والحسنان وذريتهما: (ما يأتي) ذكره (إن شاء الله تعالى من النصوص).
  ولنا أيضاً حجة ودليلاً على هذا إجماع أهل البيت $ على أن الإمامة لا تصلح في غير ولد أمير المؤمنين # وقد ثبت أن إجماعهم حجة ذكر هذا بلفظه صاحب المحيط.
  وقال (بعض المعتزلة: بل) منصب الإمامة (كل العرب) القرشي وغيره وهذه رواية القرشي كما سبق ذكره.
  (قلنا) جواباً عليهم: (لا دليل) على ما ادعوا.
  (ولنا) حجة عليهم: (قوله تعالى): {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} وهو النبي ÷ ({وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[هود: ١٧]، أي من لحمته) أي من قرابته وهو الوصي أمير المؤمنين # والشاهد هو الإمام يشهد لله سبحانه بإقامة شريعته وتبليغ حجته على عباده كما قال تعالى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة: ١٤٣].
  وروى الناصر للحق بإسناده قال: قال علي #: ما من رجل إلا وقد نزلت فيه آية أو آيات من كتاب الله تعالى فقال له رجل: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: «أما تقرأ الآية في سورة هود: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[هود: ١٧]، ومحمد على بينة وأنا الشاهد منه. ذكره الحاكم في كتاب تنبيه الغافلين، ومثله ذكر الحاكم أبو القاسم عبيدالله بن عبدالله بن أحمد الحسكاني المحدث الكبير في كتابه شواهد التنزيل.
  وفيه من قول علي #: «أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إن مثلنا فيكم كمثل سفينة نوح في قومه، ومثل باب حطة في بني إسرائيل أتقرأ سورة هود: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[هود: ١٧]، فرسول الله على