شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 121 - الجزء 1

  الملة وكان قوم يسمونه كافراً وقوم منافقاً وقوم كافر نعمة فاعتزل جميع ذلك وتمسك بالمجمع عليه أنه فاسق وترك ما سوى ذلك فسموا معتزلة.

  وقال الفقيه علي بن سليمان الأسلمي في شرح قصيدته: افترق الناس بعد قتل عثمان أربع فرق والخامسة أتباع بني أمية ليس لهم مقالة يعتمدون عليها وهي: الشيعة والمعتزلة والمرجئة والخوارج، سميت الشيعة شيعة لمشايعتهم لعلي # ومعاونتهم له لأن المشايع هو المعين والملازم وسميت المعتزلة معتزلة لاعتزالهم علياً وعثمان وقالوا: لا ندري أيهما على الحق، وممن اعتزل محمد بن مسلمة الأنصاري⁣(⁣١) وعبدالله بن عمر وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وصهيب⁣(⁣٢) الرومي قال: والمتأخرون من المعتزلة ينكرون ذلك ويقولون: اشتق لهم هذا الاسم من اعتزالهم للخوارج فلم يسموا العصاة من أهل الملة كفاراً والمرجئة يسمون الكفار مؤمنين وسميت المرجئة مرجئة لإرجائهم أهل الكبائر من أهل الملة إذا ماتوا غير تائبين وترك القطع بعقابهم وقيل هم الذين أرجوا أمر علي وعثمان فلم ينصروا واحداً منهما. انتهى.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان #: سمي المعتزلة معتزلة حيث اعتزلوا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # منهم سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عمر ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد والأحنف بن قيس وسموا نفوسهم أهل العدل والتوحيد. انتهى.

  قلت: وقد روي أن الأحنف بن قيس إنما قعد عن نصرة أمير المؤمنين يوم


(١) محمد بن مسلمة، أبو عبد الله الأوسي، شهد بدراً وما بعدها؛ ثم لم ينصر الحق، مع ترجيحه جانب أمير المؤمنين #؛ ذكر نحو هذا الإمام الناصر للحق فيما رواه أبو طالب. توفي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) صهيب الرومي، أحد المؤذنة للنبي ÷، هو أبو يحيى النمري، صحابي مشهور؛ شهد بدراً وغيرها؛ توفي بالمدينة سنة ثمان - وقيل تسع - وثلاثين، ودفن بالبقيع. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).