(فصل): في ذكر شروط الإمام
  أنه لم يرد من النبي ÷ في تلك الحادثة شيء والله أعلم.
  وإنما كان الاجتهاد شرطاً للإجماع (ولقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٥}[يونس])، ولا يصلح أن يكون الذي يهدي إلى الحق إلا مجتهداً وهو الذي هو أحق أن يتبع والذي لا يهدي إلى الحق بل يهدى هو المقلد وغير المجتهد.
  وقوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٥} توبيخ وإنكار لاتباع غير المجتهد الهادي إلى الحق.
  (و) أيضاً فإنه (لا يخلو الزمان من مجتهد لما مر) من الأدلة من نحو قوله ÷: «أهل بيتي كالنجوم ..» الخبر.
  وقوله ÷: «في كل خلف من أهل بيتي عدول ..»(١) الخبر.
  وقال أبو عبدالله محمد بن القاسم بن إبراهيم $: كان أبي ¥ يقول في هذه المسألة: إن الأرض لا تخلو من حجة لله والحجة عنده كتب الله وحقائق برهانه وهذه حجة الله على جميع خلقه، وإنه لا بد أيضاً في كل قرن من أن يكون فيهم عالم هو أفضلهم وأعلمهم وإن لم يبلغ علم من مضى قبله فهو في أيامه ودهره في فهمه وعلمه وإن قصر بالغ مبلغ أفاضل العلماء من آل النبي الذين
(١) رواه بلفظ: (من أهل بيتي) الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في مجموعه والسيد حميدان (ع) في مجموعه والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، ورواه من الإمامية الحميري القمي في كتاب قرب الإسناد عن جعفر عن آبائه (ع) أن النبي ÷ قال: («في كل خلف من أمتي عدل من أهل بيتي ... إلخ»، وروى هذا القمي في كمال الدين وتمام النعمة، وفي الفصول المختارة للشيخ المفيد، ورواه الكراجي في كنز الفوائد وذكر شهرة الرواية، ورواه المجلسي في بحار الأنوار وذكر شهرة الحديث بين الرواة، والصفار في بصائر الدرجات عن أبي عبد الله (ع) موقوفا من جملة كلام قال فيه: (فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإنه فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ... الخ) ورواه الكليني في الكافي مثل رواية البصائر، وفي الفصول المهمة للحر العاملي، وفي بحار الأنوار للمجلسي والشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال.