شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 122 - الجزء 1

  الجمل بإذن أمير المؤمنين # وذلك أنه قال له #: إما أن أنصرك في خمسمائة أو أكف عنك ستة آلاف سيف، فقال له علي #: كفى بكفك هذا ناصراً فقعد الأحنف عن حرب الجمل لهذا والله أعلم.

  وأما الملل الكفرية فقال الإمام المهدي #: هي سبع تجاهلية ودهرية وثنوية وصابية ومنجمة ووثنية وكتابية فالتجاهلية ثلاث فرق: سوفسطائية وهي منكرة اليقين في كل شيء وجاعلته حسباناً وعندية⁣(⁣١) وهي من أثبت الحقيقة وجعلها تابعة للاعتقاد، وسمنية وهم منكرو ما لم يشاهد بالحواس وفيهم مثبت المشاهد والمتواتر فقط وفيهم منكر الكسبي فقط والدهرية هم القائلون بقدم العالم واختلفوا في المؤثر فمنهم من نفاه مطلقاً حكاه أبو الهذيل⁣(⁣٢) وغيره ومنهم من أثبته علة قديمة وهو أرسطا⁣(⁣٣) ومنهم من أثبته صانعاً قديماً وهو برقلس⁣(⁣٤) ولإفلاطون قولان وأجمعوا على حدوث التركيب وإن قالوا بقدم العناصر وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة على خلاف فيها.

  وأما الثنوية فهي تسع: مانوية قائلة بإلاهية النور والظلمة وحياتهما وقدرتهما وامتزاج العالم منهما وتضاد طبعهما، ومزدكية وهم كذلك خلا أنهم يجعلون النور


(١) عندية: هي منسوبة إلى لفظة «عند» لأنهم قالوا: الحقيقة تابعة لما عند المعتقد. تمت (من هامش الأصل).

(٢) محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول البغدادي أبو الهذيل العلاف، هوالشيخ المشهور المتكلم العدلي الجدلي. توفي سنة خمس ومأتين. (الجداول الصغرى باختصار). وقال في المنية والأمل: كان يلقب بالعلاف؛ لأن داره في البصرة كانت في العلافية، أخذ العلم عن عثمان الطويل، وكان إبراهيم النظام من أصحابه، وهو من الطبقة السادسة من المعتزلة. (باختصار).

(٣) من فلاسفة الإغريق القدماء، ولد في عام ٣٨٤ ق م في بلدة أسطاغيرا، أقام بعد وفاة والده في أثينا، ثم التحق بمدرسة أفلاطون وتتلمذ على يديه. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي باختصار).

(٤) ديدوخس: أفلاطوني من أهل أطاطولة وهو برقلس القائل بالدهر الذي تجرد للرد عليه يحي النحوي بكتاب كبير صنفه في ذلك. (أخبار العلماء بأخيار الحكماء باختصار).