شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر شروط الإمام

صفحة 63 - الجزء 3

  لأن المعلوم من حال كل مولود أن يولد عاجزاً عن القيام بنفسه جاهلاً لمنافعه فضلاً عن غيرها من العلوم.

  وأيضاً فإن ذلك لم يثبت لأحد (حيث لم يثبت ذلك للأنبياء À) وهم أفضل من الأئمة (قال تعالى) في نبيئنا محمد ÷ وهو سيد الأنبياء $: ({مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}⁣[الشورى: ٥٢])، أي ما كنت تدري ما القرآن قبل نزوله عليك ولا ما الشرائع المنزلة عليك قبل نزولها عليك بالوحي.

  قال في الكشاف: فإن قلت: قد علم أن رسول الله ÷ ما كان يدري ما القرآن قبل نزوله عليه، فما معنى قوله: {وَلَا الْإِيمَانُ} والأنبياء لا يجوز عليهم إذا عقلوا وتمكنوامن النظر والاستدلال أن يخطئهم الإيمان بالله وتوحيده، ويجب أن يكونوامعصومين من ارتكاب الكبائر ومن الصغائر التي فيها تنفير قبل المبعث وبعده فكيف لا يعصمون من الكفر؟

  قلت: الإيمان اسم يتناول أشياء بعضها الطريق إليه العقل وبعضها الطريق إليه السمع فأراد به ما الطريق إليه السمع دون العقل وذلك ما كان له فيه علم حتى كسبه بالوحي.

  ألا ترى أنه قد فسر الإيمان في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}⁣[البقرة: ١٤٣]، بالصلاة؛ لأنها بعض ما يتناوله الإيمان. انتهى.

  (وقال تعالى) في نبينا ÷: ({وَوَجَدَكَ ضَالًّا}) عن علم الشرائع التي أنزلت عليك ({فَهَدَى ٧}) [الضحى]، أي: فهداك إليها.

  (وقال تعالى حاكياً عن موسى #: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ٢٠}⁣[الشعراء])، أي الجاهلين يريد أن قتل القبطي قبل نبوته وقبل علمه بالشرائع.

  وقد حصر شروط الإمام بعضهم في شعر فقال: