شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 69 - الجزء 3

  أبي سفيان (لعنه الله) وإياهم.

  وقال كثير من المجبرة: إمامة علي اجتهادية وخطأ معاوية فيها معفو فلا يجوز ذمه ولا التبرؤ منه وبذلك قال كثير من الشافعية في الزمان المتأخر وسيأتي الكلام عليهم إن شاء الله تعالى.

  (لنا) على ما ذهبنا إليه من أن الإمام بعده ÷ علي # ثم الحسن ثم الحسين @ ثم من قام ودعا من سائر العترة $ أدلة كثيرة من الكتاب والسنة ومن دلالة العقل المستنبطة منهما وإجماع العترة على ذلك وإجماع الأمة مع العترة على جواز الإمامة فيهم وإجماع الصحابة مع العترة على أن الأفضل أولى بالإمامة وإجماع المعتزلة مع العترة على إمامة علي # والحسنين وأولادهما الجامعين لخصال الإمامة.

  أما الأدلة على إمامة علي # بعد النبي ÷ فمنها (قوله تعالى): {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٥٤ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}⁣[المائدة](⁣١).


(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في تقديمه لمصابيح أبي العباس الحسني #: أجمع آل رسول الله ÷ على نزولها في الوصي، ثم قال: وقال الإمام أبو طالب # في زيادات شرح الأصول: ومنها النقل المتواتر القاطع للعذر أن الآية نزلت في أمير المؤمنين #، وقال الإمام أحمد بن سليمان #: ولم يختلف الصحابة والتابعون أنه المراد بهذه الآية، وحكى الإمام المنصور بالله إجماع أهل النقل على أن المراد بها الوصي، وحكى إجماع أهل البيت على ذلك الحسن بن بدر الدين والأمير الحسين والأمير صلاح بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين، =