شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 77 - الجزء 3

  مسعود الأشجعي فقط في رواية.

  (وكلمة «ولي») في الآية الكريمة (مشتركة بين معان) منها الولي نقيض العدو، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}⁣[الممتحنة: ١].

  ومنها: الولي بمعنى الناصر والحفيظ، قال الله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ١٩٦}⁣[الأعراف]، أي ناصري وحافظي.

  ومنها: الولي بمعنى مالك التصرف وهو كل من إليه الولاية في كل شيء أي الرئيس الذي يلي التصرف كما يقال ولي الأيتام وولي الأوقاف وعلى هذا ورد قوله تعالى: {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}⁣[الأنفال: ٣٤]، أي وما كان لهم فيه تصرف.

  ومنها الولي بمعنى الأولى.

  ومنها: الولي بمعنى المطر الذي يعقب الوَسْمِيّ؛ لأنه يليه.

  (فيجب حملها) أي كلمة «ولي» (على كل معانيها الغير الممتنعة) فيكون المراد بها هنا هذه المعاني التي ذكرناها كلها لأنها تحتملها ما خلا المطر فإنه يمتنع إرادته هنا وذلك (على قاعدة أئمتنا $ والجمهور) من غيرهم في أن المشترك يحمل على جميع معانيه إن لم يصرف عن بعضها قرينة.

  قال القرشي في المنهاج: واعلم أنه قد اختلف الناس في هل يصح أن يريد الحكيم باللفظ المشترك كلا معنييه إذا تجرد عن القرينة حتى يصح أن يحمل عليهما أو لا؟

  فالظاهر من كلام أهل البيت $ وهو قول أبي علي والقاضي والشافعي والباقلاني: أنه يصح من حيث القصد ومن حيث اللغة.


= واجتماع الأحزاب، فأسلم. ومات في خلافة عثمان. وقيل: قتل يوم الجمل قبل قدوم علي إلى البصرة. (الأعلام للزركلي باختصار) [والآية نزلت قبل أن يسلم في بدر الصغرى].