(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  وعند أبي الحسين والرازي يجوز من حيث القصد لا من حيث اللغة.
  وعند أبي هاشم وأبي عبدالله والكرخي(١): لا يجوز من حيث القصد ولا من حيث اللغة.
  لنا: أما من حيث القصد فهو أن قصد المعنيين أو المعاني مقدور كما أن اللفظ مقدور وكما يجوز إرادتهما قبل ورود اللفظ يجوز حال وروده ولا يمنع من ذلك إلا العلم بالتضاد أو ما يجري مجراه.
  وأما من حيث اللغة فهو أن تجرد اللفظ عن القرينة يوجب حمله على كل معانيه.
  وبعد فإما أن لا يحمل على واحد منها وذلك يخرجه عن الإفادة، وإما أن يحمل على بعضها ولا مخصص، وإما أن يحمل على كلها وهو المطلوب. انتهى.
  (وبدليل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٦]، وهي) أي الصلاة (من الله سبحانه معظم الرحمة، ومن الملائكة $ الدعاء والاستغفار) فأطلق سبحانه وتعالى لفظ الصلاة على النبي ÷ وأراد بها المعنيين وهما معظم الرحمة منه تعالى والدعاء والاستغفار من الملائكة.
  قلت: يمكن أن الضمير في قوله تعالى: {يصلون} عائد إلى الملائكة فقط لما تقدم من أنه لا يجوز أن يقصد جل وعلا مع غيره بالضمير تعظيماً له كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}[التوبة: ٦٢]، كما سبق ذكره ولكن
(١) عبيد الله بن الحسن بن دلال أبو الحسن الكرخي شيخ الحنفية بالعراق قال المنصور بالله: ومنهم - يعني في العدل والتوحيد - الشيخ أبو الحسن عبيد الله بن بدر الكرخي، وكان في العلم والزهد بمنزلة عظيمة، ولما توفي حضر جنازته الأشراف وجماعة من ذرية رسول الله ÷ فيهم أبوعبد الله الداعي، توفي سنة أربعين وثلاثمائة. (الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى باختصار).