شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 79 - الجزء 3

  استعمال المشترك في جميع معانيه الغير الممتنعة شائع والله أعلم.

  (و) أيضاً فلو قال القائل لزوجته: أنت طالق إذا رأيت لوناً طلقت إذا رأت أي لون، وذلك كما في الاسم العام فإنه قد ثبت (تناول لفظ شيء في قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ...} الآية [النساء: ٥٩]، كل ما يسمى شيئاً على اختلاف الماهيات) فكما جاز في الاسم العام الذي هو شيء أن يراد به جميع الأشياء التي يقع فيها الاختلاف على اختلاف ماهياتها كذلك الاسم المشترك سواء.

  (و) أيضاً فمما يدل على ذلك (صحة الاستخدام) في لغة العرب وهو معدود من بديع الكلام وفصيحه وقد أجمع علماء المعاني أنه مما يزيد الكلام حسناً وملاحة وحقيقته أن يراد بلفظٍ له معنيان أحدهما ثم يراد بضميره المعنى الآخر أو يكون ضميران لشيء واحد ويراد بأحدهما معنى وبالآخر معنى آخر وسواء كان المعنيان حقيقيين أو مجازيين أو مختلفين.

  فالأول وهو أن يراد باللفظ أحد المعنيين، وبضميره المعنى الآخر (نحو قول الشاعر(⁣١):

  إذا نزل السماء بأرض قومٍ ... رعيناه وإن كانوا غضابا)

  فإنه (أراد بالسماء وهو لفظ واحد المطر والنبات) الحاصل من المطر (معاً) أي أرادهما معاً وهما معنيان مختلفان وكلاهما مجاز وذلك (بدليل قوله: نزل) والنزول من صفات المطر، (و) بدليل قوله: (رعيناه) والمرعي إنما هو النبات فثبت أنه أراد بلفظ السماء معنيين مختلفين مجازيين.

  والثاني: وهو أن يراد بأحد ضميريه أحد المعنيين وبالضمير الآخر معناه


(١) ذكر البيت في بعض المصادر لمعاوية بن مالك بن جعفر الملقب معود الحكماء وذكر في بعضها لجرير بن عطية.