(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي»(١).
  ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».
  وزاد في رواية عن أبي سعيد الخدري أيضاً: دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعيه فرفعهما ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية. والباقي سواء.
  ومثله رواه الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبدالله الحسين بن إسماعيل الحسني #.
  وروى الحاكم أيضاً بإسناده إلى أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي ÷ بيد علي وقال: «ألست ولي المؤمنين؟» فقالوا: بلى يا رسول الله.
  فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن وأنزل الله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.
  وروى الفقيه حميد في كتاب محاسن الأزهار وغيره من العلماء وهو المعلوم في كتب التواريخ أن حسان بن ثابت أنشد في خبر الغدير:
  يناديهم يوم الغدير نبيهم ... بخم وأسمع بالرسول مناديا
  يقول فمن مولاكم ونبيئكم ... فقالوا ولم يُبْدُوا هناك التعاميا
  إلهك مولانا وأنت نبيئنا ... ومالك(٢) منا في الولاية عاصيا
(١) ورواه الإمام الحسن بن بدرالدين (ع) عن علي بن موسى الرضا (ع) ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن أبي سعيد الخدري، وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي هريرة نزول الآية بعد تبليغ ولاية علي (ع) في الغدير و عن أبي سعيد الخدري، وروى ذلك عن أبي هريرة الخطيب في تاريخ بغداد.
(٢) ولن تجدن منا لأمرك عاصياً. نخ. (من هامش الأصل).