(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  فحينئذ نادى علياً وشاله ... بيمناه حتى صار للقوم باديا
  فقال له قم يا علي فإنني ... رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
  هناك دعا اللهم وال وليه ... وكن للذي عادى علياً معاديا
  وسيأتي ذكر خبر الغدير إن شاء الله وإنما ذكرته هنا جملة تتميماً لمعنى الآية الكريمة وهي قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.
  وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}[التوبة]، وهذا أمر من الله سبحانه بالكون مع الصادقين والأمر يقتضي الوجوب والله سبحانه لحكمته لا يأمر بالكون مع من لا يعلم صدقه قطعاً ولا يعلم صدقه قطعاً إلا من شهد الله له به.
  وممن شهد الله له بالصدق علي # في قوله تعالى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} يعني حمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث ¤ {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}[الأحزاب: ٢٣]، يعني علياً #؛ لأنه بقي منتظراً للشهادة إلى سنة أربعين من الهجرة.
  والطريق إلى معرفة هذا التفسير إجماع العترة $.
  وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ ...} الآية [المائدة: ٦٧]، روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني | بإسناده إلى أبي هريرة عن النبي ÷: «لما أسري بي إلى السماء سمعت تحت العرش أن علياً راية الهدى وحبيب من يُودّني بلغ يا محمد»(١).
(١) رواه الإمام الحسن بن بدرالدين في أنوار اليقين وروى قريبا منه بهاء الدين الأكوع في الأربعين عن أبي برزة بلفظ: (إن الله تبارك وتعالى عهد إلي في علي عهداً ... إلى أن قال: إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي لزمها المتقين ... الخ)، ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن أبي برزة وابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي برزة وعزاه إلى الحلية، =