(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  ثم هبط فقال: «إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ألزمهم الحجة في جميع ذلك» فقال رسول الله: «يا رب إن قومي قريبو عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر وما منهم رجل إلا وقد وتره وليُّهم وإني أخاف» فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ ...} يريد فما بلغتها تامة {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فلما ضمن الله العصمة وخَوْفَه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال: «يا أيها الناس من كنت مولاه ..» الخبر.
  فقال عثمان: ما انصرفت إلى بلدي بشيء أحب إلي من هذا الحديث.
  وفي رواية عن ابن عباس مثله وغير ذلك هذا ذكره الحاكم.
  وأما الأدلة على إمامة علي # بعد النبي ÷ بلا فصل من السنة فهي أيضاً كثيرة:
  منها: (قوله ÷) لما رجع من حجة الوداع، ونزل بالوادي الذي يسمى خماً وفيه غدير ماء ينسب إليه أنزل الله تبارك وتعالى عليه قوله: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فأمر رسول الله ÷ مناديه أن ينادي بالتعريس وكان ذلك الوقت غير وقت تعريس؛ لأنه كان في وسط اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وكسح له ÷ تحت دوحات هنالك وأمر المنادي أن ينادي بحضور الناس.
  ثم قام على أقتاب جمال قد نصت له فأخذ بيد علي # حتى رؤي بياض إبطيهما ثم خطب # فكان مما قال: «أيها الناس (ألست أولى بكم من أنفسكم لا أمر لكم معي؟» قالوا: بلى يا رسول الله.
  قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله».