(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  جفوة فقدمت فذكرت علياً فتنقصته فجعل النبي ÷ يتغير وجهه وقال: «يا بريدة، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟»(١) قلت: بلى يا رسول الله.
  قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أخرجه أبو الحسين عبدالوهاب(٢) بن الحسن بن الوليد الكلابي | في مجموعه.
  وروى الفقيه حميد الشهيد | في كتاب محاسن الأزهار بإسناده إلى جعفر بن محمد الصادق # أنه سئل عن معنى هذا الخبر فقال جعفر: سئل عنه رسول الله ÷ فقال: «الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه»(٣).
  وقال الهادي # في الأحكام: وفيه أنزل الله على رسوله بغدير خم: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فوقف ÷ وقطع سيره ولم يستجز أن يتقدم خطوة
(١) رواه المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في مجموعه، والإمام الحسن في أنوار اليقين والكوفي في المناقب، ورواه أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، والحاكم في المستدرك وصححه، وأبو نعيم في المعرفة، والمحب الطبري في الرياض النضرة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والنسائي في الخصائص، وابن أبي شيبة في مصنفه، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأحمد بن حنبل في الفضائل، وذكر له الألباني في السلسلة الصحيحة ثلاث طرق وصحح الأولى والثانية على شرط الشيخين والثالثة قال: ورجاله ثقات.
(٢) أبو الحسين، عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي الدمشقي. مولده كان في ذي القعدة سنة ست وثلاث مئة. ومات في ربيع الاول سنة ست وتسعين وثلاث مئة، وله تسعون سنة. (سير أعلام النبلاء باختصار).
(٣) رواه المؤيد بالله # في أماليه بسنده إلى الناصر للحق # مسنداً إلى جعفر الصادق #. ذكره الإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، ورواه الفقيه حميد في محاسن الأزهار بسنده إلى المؤيد بالله #.