(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  واحدة حتى ينفذ ما عزم به عليه في علي # فنزل تحت الدوحة مكانه وجمع الناس ثم قال: «أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: اللهم اشهد»، ثم قال: «اللهم اشهد، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله». انتهى.
  وفي الشافي للإمام المنصور بالله # من تفسير الثعلبي في قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١}[المعارج]، بإسناده إلى جعفر بن محمد # قال: بلغ الحارث بن النعمان الفهري خبر الغدير فأتى إلى النبي ÷ وهو في ملإٍ من الصحابة، فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلناه، وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أهذا شيء منك أم من الله تعالى؟(١)
(١) ذكره في شواهد التنزيل ورواه الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر بن يحيى (ع) في عقود العقيان والإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في مجموعه عن تفسير الثعلبي والإمام الحسن بن بدر الدين (ع) في أنوار اليقين عن تفسير الثعلبي ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن سفيان بن عيينة عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه (ع) ورواه ابن البطريق في العمدة، ورواه الثعلبي في الكشف والبيان بمثل سند الحاكم المتقدم، وفي تفسير القرطبي، وقيل: السائل الحارث بن النعمان، وذلك أنه لما بلغه قول ما يقول النبي ÷ في علي ¥: «من كنت مولاه ...» إلخ، ومثله في تفسير اللباب لابن عادل، وفي تفسير السراج المنير للشربيني، وفي تفسير أبي السعود، وذكر في تفسير الطبري عن سعيد بن جبير، ومجاهد أنه النظر بن الحارث، وذكر ذلك النيسابوري في تفسيره عن ابن عباس، وذكر الواحدي أسباب النزول أن الآية نزلت فيه، وذكر ابن كثير في تفسيره نزولها فيه، وحكى ذلك عن مجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والسدي، وروى نزولها فيه النسائي في سننه، وابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس، وروى ذلك الحاكم في المستدرك عن سعيد بن جبير وقال: صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: على شرط البخاري.