[خبر الغدير وإفادته لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب]
  (وأما على قاعدة غيرهم) أي غير أئمتنا $ والجمهور (فقد أجمعوا على أن المشترك يحمل على أحد معانيه إن دلت عليه) أي على ذلك المعنى الواحد (قرينة، ومعنى الإمامة) هنا (قد دلت عليه قرينة لفظية وهي قوله ÷) في أوله: («ألست أولى بكم من أنفسكم») فإنه صريح في ملك أمرهم والتصرف عليهم، وإذا كان كذلك كان المناسب له أن يكون المراد بلفظ مولى المالك للتصرف والأولى به إذ لو أريد خلاف ذلك لما تناسب الكلام ولأشبه كلام المجانين الذي يكون غير متلائم ولا مرتبط بعضه ببعض يعرف ذلك كل من عرف لغة العرب (و) زاده تأكيداً (قوله ÷: «لا أمر لكم معي»، وقوله في آخره: «وانصر من نصره واخذل من خذله») فإنه قرينة أخرى على أن المراد بالمولى الإمام الذي هو مالك التصرف؛ لأن النبي ÷ حثّ على نصرته وحذر من خذلانه وعدم معاونته وذلك دليل على أن النبي ÷ أراد إمامته التي يجب فيها النصرة على كل مسلم له # ويحرم فيها خذلانه # على كل مسلم وذلك واضح لمن أنصف من نفسه.
  وكذلك قد دل على الإمامة التي هي الرئاسة وملك التصرف قرينة حالية وهي تعظيم النبي ÷ للموقف وجمع الناس له وأمره للمنادي أن ينادي الصلاة جامعة في غير وقت التعريس في موضع شديد الحر.
  ومما يؤكد ما ذكرنا من أن الخبر نص ظاهر جلي في ثبوت الإمامة ما ظهر وشاع من فهم الجمع الذي حضر في ذلك الموقف لما أراد النبي ÷ من إثبات الإمامة لعلي # بما مر ذكره عن عمر بن الخطاب وحسان بن ثابت والحارث بن النعمان وغيرهم.
  وما روي عن عمرو بن العاص لعنه الله من الشعر الذي قاله في شأن غدير خم وثبوت ولاية علي # في ذلك اليوم حيث قال:
  وفي يوم خم رقى منبراً ... يقول بأمر العزيز العلي