فصلى ~ تحتهن ركعات ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا أيها الناس نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعش نبيء قط إلا نصف عمر النبيء الذي يليه من قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب وإنكم مسؤولون هل بلغتكم ما أرسلت به إليكم فماذا أنتم قائلون؟» قالوا: والله لقد بلغت ونصحت فجزاك الله عنا أفضل ما يجزي نبيئا عن أمته.
  غدير خم ونهى أصحابه عن سمرات في البطحاء متقاربات فنزل تحتها وهي شجرات عظام فلما نزل القوم في سواهن أرسل سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان فشك شوكهن وقُمَّ ما تحتهن ثم أمر بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون وفيمن حضر يومئذ علي بن أبي طالب والحسن والحسين ابنا علي والعباس وولده عبدالله والفضل(١) وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن نفيل وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وعمرو بن العاص والبراء بن عازب وأنس بن مالك وأبو هريرة وأبو الحمراء مولى رسول الله ÷ وعبدالله بن مسعود وجابر بن عبدالله الأنصاري وعامة قريش ووجوه أصحاب رسول الله ÷ من عقبي وأنصاري ومهاجري وغيرهم من بدوي وحضري حتى امتلأ الدوح وبقي أكثر الناس في الشمس يقي قدميه بردائه من شدة الرمض.
فصلى ~ تحتهن ركعات ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا أيها الناس نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعش نبيء قط إلا نصف عمر النبيء الذي يليه من قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب وإنكم مسؤولون هل بلغتكم ما أرسلت به إليكم فماذا أنتم قائلون؟» قالوا: والله لقد بلغت ونصحت فجزاك الله عنا أفضل ما يجزي نبيئاً عن أمته.
  فقال رسول الله: «أتشهدون أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق؟» قالوا: نشهد بذلك.
(١) الفضل بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله ÷ أكبر ولد العباس، وبه يكنى؛ شهد الفتح وما بعدها، وثبت في حنين، وكان جميلاً. دخل الشام للجهاد، وبه توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).