شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصلى ~ تحتهن ركعات ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا أيها الناس نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعش نبيء قط إلا نصف عمر النبيء الذي يليه من قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب وإنكم مسؤولون هل بلغتكم ما أرسلت به إليكم فماذا أنتم قائلون؟» قالوا: والله لقد بلغت ونصحت فجزاك الله عنا أفضل ما يجزي نبيئا عن أمته.

صفحة 103 - الجزء 3

  ثم قال: «ألا لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، لعن الله من تولى غير مواليه، ألا ليس لوارث وصية، ولا تحل الصدقة لآل محمد، ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار.

  أيها الناس ألستم تشهدون أن الله مولاي، وأن الله مولى المؤمنين وأنا أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى نشهد أنك أولى بنا من أنفسنا.

  قال: فأخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ثم قال: «من كنت أولى به من نفسه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه وانصر من نصره، واقتل من قاتله واخذل من خذله».

  ثم أرسل يده فقال رجل من القوم: ما بال محمد يرفع بضبع ابن عمه، فسمعه رسول الله ÷ فتغير لذلك وجهه فلما رأى ذلك الرجل أن رسول الله قد علم به واشتد عليه أقبل على علي فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ثم أخذ رسول الله ÷ بيد علي الثانية فقال: «يا أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم إني فرطكم على الحوض وإنكم واردون علي الحوض حوضاً أعرض مما بين صنعاء إلى أيلة فيه كعدد نجوم السماء أقداح، إني مصادفكم على الحوض يوم القيامة ألا وإني مستنقذ رجالاً ويختلج دوني آخرون فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنهم أحدثوا وغيروا بعدك، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونني فيهما».

  قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟

  قال: «الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض طرف بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي فقد نبأني اللطيف الخبير إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فلا تعلموا أهل بيتي فإنهم أعلم منكم ولا تسبقوهم فتمرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا،